الذنوب التي لا تكفر بالوضوء هي كبائر الذنوب. لقوله تعالى: (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا) سورة النساء (31)
-ولأن أغلب كبائر الذنوب تحتاج إلى إقامة الحد وإلى التوبة النصوح .
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب) رواه مسلم
-وقال أيضا :(ألا أدلُّكَم عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطايا، ويرْفَعُ بِهِ الدَّرجاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وكَثْرةُ الْخُطَا إِلَى الْمسَاجِدِ، وانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْدِ الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرّبَاط) رواه مسلم
- والذنوب التي تكفر بالوضوء هي صغائر الذنوب ولا تدخل في كبائرها.
-قال الإمام النووي رحمه الله: والمراد بالخطايا: الصغائر دون الكبائر كما في الحديث السابق : ما لم تغش الكبائر.
- وعليه : فالذنوب التي لا تكفر بالوضوءوالصلاة هي كبائر الذنوب والتي أغلبها يستوجب إقامة الحد عليها : مثل الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والزنا، وقتل النفس بغير حق ، والربا ، وقذف المحصنات المؤمنات ، والتولي يوم الزحف ،وخيانة الأمة ، والنفاق الإعتقادي ، فإنها تحتاج إلى توبة صادقة فاحرص على التوبة والاستغفار ليغفر الله لك الكبائر والصغائر. فهذه الذنوب لا تكفر بالوضوء لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ)
فإن لم يتوب الشخص توبة نصوحا فيجب أن يقام عليه الحد كما أمر الشرع بها .