رمي المحصنات أو ما يسمى (بقذف المحصنات): هو اتهام ورمي شخص بالفاحشة وهو بريء منها وهو عام في الرجال والنساء ولكنه يكون عادة في النساء أكثر، وهو من السبع الموبقات والكبائر.
- وحد القذف هو: ثمانين جلدة بنص القرآن الكريم وعدم قبول شهادة القاذف أبداً: قال الله تعالى (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) {سورة النور: 4}.
أما بخصوص العقوبات الرادعة المترتبة على القاذف في الدنيا والآخرة هي:
أولاً: ثمانون جلدة. قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) سورة النور 4
ثانياً: عدم قبول شهادته أبداً إلا تاب وحسن حاله، قال الله تعالى: (وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعد ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم ﴾ [سورة النور: 4-5].
ثالثاً: إنه يكون من الفاسقين، قال تعالى: ﴿ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون ﴾.
رابعاً: وهو كذلك عند الله من الكاذبين، لقوله تعالى: ﴿ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [النور: 7].
خامساً: وهو كذلك ملعون في الدنيا والآخرة، لقوله تعالى: ﴿ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ﴾ [النور: 23].
سادساً: أن له عذابًا عظيمًا ادخره الله له يوم القيامة، لقوله تعالى: ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم ﴾ [النور: 23].
سابعاً: وكذلك تشهد عليه جوارحه زيادة في الخزي، والعار علنا، لقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون ﴾ [النور: 24].
- كما يعتبر رمي المحصنات من السبع الكبائر الموبقات المهلكات لصاحبها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات"، قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: "الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات" متفق عليه.
- كما أن قذف المحصنات يهدم العمل، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة" متفق عليه.
- والمرأة المحصنة تطلق على:
1- المرأة العفيفة الحرة الطاهرة الصالحة التقية أي محصنة نفسها من كل سوء.
2- المرأة التي سبق لها الزواج.
-قال الإمام النووي: المحصنات: العفائف، الغافلات: عن الفواحش وما قذفن به، والقذف هو الرمي بالفاحشة لمن هو بريء منها.
أما بخصوص بكيفية توبة القاذف فيتوب في حالتين:
- الحالة الأولى: (تكذيب نفسه) فعليه أن يكذِّب نفسه فيما قاله: وهذا مذهب الشافعي وأحمد؛ لأن ذلك ضد الذنب؛ ليرتفع عن المكذوب العار الذي ألحقه به.
والحالة الثانية: الندم والإصلاح، وإن لم يكذب نفسه، وهذا مذهب مالك. -والصحيح هو القول الأول، ولا يقال: كيف يكذب نفسه، وقد يكون رأى فعل الزنا حقيقة، ولكنه لم يستطع أن يأتي بأربعة شهداء؟
-ورأى الإمام ابن القيم رحمه الله يؤيد الرأي الأول فيقول: "أن الكذب يراد به أمران: إما الخبر غير المطابق لم خبره، وأما الخبر الذي لا يجوز الإخبار به، وإن كان في الواقع مطابقًا باعترافه بتكذيب الله له؛ حيث لم يأتِ بأربعة شهداء، والله أعلم".
- وهذا لا يغنيه عن التوبة الصداقة بشروطها وهي:
1- النية الصادقة في التوبة.
2- ترك الذنب والإقلاع عنه فوراً.
3- الندم على فعل الذنب وما بدر منه.
4- العزم الأكيد على عدم الرجوع إلى الذنب مجددا مستقبلاً.
5- رد المظالم إلى أهلها وطلب العفو والسماح منهم.
6- أن تكون التوبة قبل الغرغرة وطلوع الشمس من مغربها.
7- العمل الصالح الذي يدل ويثبت صدق التوبة.