يمكن بدء العمل بالشيء المفيد من خلال تحديد نوع الشيء، حيث تتعدد الأمور والأشياء المفيدة لتشمل الأمور الشخصية والأمور العامة. والشيء المفيد هو كل فعل أو سلوك أو قول يترتب عليه أمر إيجابي لمن يُقدَم له، ولا بد من مراعاة عدة معايير في السلوك المفيد وهي: تحقيق هدف شخصي أو عام، وعدم إلحاق الضرر والأذى بالآخرين، وعدم إلحاق الضرر بالنفس من أجل تحقيق مصلحة الآخرين، ومراعاة المعايير والمبادئ والقيم المجتمعية، ومراعاة الوقت والأهداف الشخصية.
تحقيق هدف شخصي أو عام: وهنا لا بد من تكوين مفهوم خاص عن ما هو مفيد وما هو غير مفيد وعليه يمكن أن تبدأ في تحقيق الأهداف على المستوى الشخصي وعلى المستوى العام. المستوى الشخصي يشمل الجوانب المختلفة الفكرية والعاطفية والاجتماعية والنفسية، والمستوى العام يشمل المجتمع والأسرة والمحيط، فكل هدف يمكن تحقيقه على أحد هذه المستويات ويترك أثر إيجابي هو شيء مفيد.
عدم إلحاق الأذى بالآخرين: عند القيام بأي فعل يقع ضمن دائرة الفعل المفيد أو الشيء المفيد لا بد أن يخلوا من الضرر سواء على إنسان أو حيوان أو جماد، فالشيء المفيد هو مفيد على جميع النواحي وبمختلف الطرق، وهنا لا يمكنك القيام بعمل معين لتحقق الإفادة لأحد أفراد العائلة مثلا وفي الوقت ذاته هذا العمل يلحق الضرر بالآخرين أو في البيئة من حولك أو بأحد الحيوانات، وكذلك الأمر مع مكونات البيئة المختلفة فلا يجوز أن يأتي الأثر الإيجابي بآخر سلبي.
عدم إلحاق الضرر بالنفس: ومن أهم الأمور التي لا بد من مراعاتها عند القيام بشيء مفيد أن لا تلحق الضرر بنفسك وهذا الأمر يتطلب منك:
- الوعي بالذات: معرفة ما لديك من مشاعر وأفكار ومبادئ وقيم وتوجهات والقدرة على التعامل معها وتنظيم نفسك وردود أفعالك سبب في أن تراعي معايير السلامة فيما تقوم به من أمور ولا تُلحق بنفسك الضرر وبالتالي تحقق الشيء المفيد لك.
- التخلص من التبعية العاطفية: القيام بأمور جيدة وذات أثر إيجابي على الآخرين لكنها في ذات الوقت تلحق بك الضرر نتيجة وجود مشاعر الحب أو التعلق بشخص ما أو مجموعة ما أمر مرفوض وعليه لا بد من التحرر من التبعية العاطفية التي قد يصدر عنها السلوك الضار والمفيد للآخرين.
- بناء شخصية مستقلة: وجود أفكار شخصية ناتجة عن خبرات مستقلة بعيدًا عن استسقاء أفكار الآخرين سبب في أن تقوم بأمور مفيدة دون أن تُلحق الضرر بك بحيث تراعي ما لديك من قدرات ومهارات وفروقات فردية وتبتعد عن المقارنات في كل ما تقوم به من فعل وبالتالي تجد الأثر المفيد فيه.
- وضع الحدود: وضع ما لديك من أولويات وأهداف في كل سلوكياتك التي تقوم بها سبب في أن تحدد مواضع الإفادة لك وللغير بطريقة تبتعد فيها عن إلحاق الضرر بذاتك.
مراعاة المعايير والمبادئ الخاصة والعامة: حتى يكون الشيء مفيد لا بد أن يُراعَ به مجموع المبادئ والقيم لأنه في بعض الأحيان يمكن أن تقوم بسلوك سلبي وتحقق من خلاله الهدف المنشود إلا أن الطريقة التي تم استخدامها بإظهار السلوك لا تتسق مع القيم والمبادئ والتوجهات مثل أن تحقق النجاح في الامتحان عن طريق الغش فهنا انت حققت الشيء المفيد وهو النجاح إلا أن الوسيلة كانت خاطئة وعليه الشيء المفيد لا بد أن يكون إيجابي في كافة مراحله وغير مسموح بكسر التوجه والمبدأ والعقيدة في أحد المراحل.
مراعاة الوقت والأهداف الشخصية: حتى تكون قادر على تقديم أمر مفيد لا بد أن يكون هذا الشيء متسق مع وقتك بحيث لا تضيع الوقت ومتسق أيضا مع أهدافك بحيث لا تخسر ما لديك من مخططات مستقبلية وهنا يمكن أن ترفع شعار لا ضرر ولا ضرار، وهذا الأمر يساعدك في تحديد الأولوية في الأشياء المفيدة التي يمكن أن تقوم بها، حيث قد يكون لديك الكثير من الخيارات للأشياء المفيدة التي تقوم بها إلا أنك لا تمتلك القدرة على تحديد الأكثر أهمية منها. وهنا ما لديك من وقت وأهداف يحدد لك الترتيب المقبول.
ومن الأمثلة على الأمور المفيدة التي يمكن القيام بها:
- تطوير المهارات الذاتية بما تشمله من تكوين علاقات، وتطوير مهارات الحوار، والتقبل، والعمل على فهم الذات والنفس وتطوير نقاط الضعف، والتزوّد الفكري المعرفي.
- تقديم خدمات أسرية: مساعدة الأم والأب في بعض الواجبات المنزلية.
- تقديم الدعم للأصدقاء أو الأهل أو الأخوة.
- التطوع المجتمعي في أحد مؤسسات المجتمع.
- ممارسة الهوايات المشتركة والفردية مما يترك أثر إيجابي على الصحة النفسية والاجتماعية.
- تنمية ما لديك من توجه عقدي روحي فكري لتحظى بالراحة النفسية.
- خصص بعض الوقت لنفسك لتصل إلى المعرفة النفسية والذاتية السليمة.
- ممارسة بعض الرياضات التي تترك الأثر الإيجابي على المستوى الجسدي.