أين يكمن إعجاز الله تعالى في خلق قلب الإنسان

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
- قال الله تعالى :( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [الشعراء: 193، 194].
- فالقلب : هو المتلقي للوحي .
- ويكمن إعجاز القلب : أنه هو موضع الإيمان ، وهو موضع الكفر ،وهو موضع الطمأنينة والسكينة ، وهو موضع التدبر والتفكر ، وأنه هو سبب الصلاح وسبب فساد صاحبه .
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا إن في الجسد مُضغةً، إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسدُ كله، ألا وهي القلب) (أخرجه البخاري ومسلم).

- وقلب الإنسان عجيب فهو ينبض ( 70 ) نبضة بالدقيقة، عند الإنسان البالغ - أي ما يعادل (100000) مئة ألف مرة في اليوم!!!
- كما تحتاج عضلة القلبِ إلى ( 7% ) من الأكسجين الذي يحمله الدم لإنتاج طاقة الضخ، فإذا نقصت نسبة الأكسجين الواردة إليه، تؤدي إلى نوع من الاستقلاب اللاهوائي، ويَنتُج أَلَمٌ يُعرَف بالذبحة الصدرية
- ويضخ القلب من الدم يومياً : ( 7600 ) لتر - حيث يضخ القلب 5 ليتر من الدم في الدقيقة الواحدة. 

- ومن الحكم اللأهية في خلق قلب الإنسان في الجهة اليسرى من الصدر ؟- لأن الجانب الأيسر أقوى من الجانب الأيمن وهو جزء من القلب الذي يضخ الدم الغني بالأكسجين إلى أجزاء أخرى من الجسم، لذلك هذا الجانب من القلب (الموجود قليلاً على الجانب الأيسر من صدرك) هو الذي تشعر بالضرب فبه عندما ضع يدك على صدرك، مما دفع الناس إلى الاعتقاد بأن القلب كله على الجانب الأيسر من الصدر.

-ولذا جاء الإعجاز النبوي بالنوم على جهة اليمين: فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن» متفق عليه.

- قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"في اضطجاعه على شقه الأيمن سر، وهو أن القلب معلق في الجانب الأيسر، فإذا نام الرجل على الجنب الأيسر، استثقل نوماً، لأنه يكون في دعة واستراحة، فيثقل نومه، فإذا نام على شقه الأيمن، فإنه يقلق ولا يستغرق في النوم، لقلق القلب، وطلبه مستقره وميله إليه، واستحب النوم على الجنب الأيمن، لئلا يثقل نومه فينام عن قيام الليل، فالنوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب، وعلى الجانب الأيسر أنفع للبدن" 
- ويقول إبن القيم : من فوائد النوم على الشق الأيمن: "ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقراراً حسناً، فإن المعدة أميل إلى الجانب الأيسر قليلاً، ثم يتحول إلى الشق الأيسر قليلاً ليسرع الهضم بذلك، لاستمالة المعدة على الكبد، ثم يستقر نومه على الجانب الأيمن ليكون الغذاء أسرع انحداراً عن المعدة، فيكون النوم على الجانب الأيمن بداءة نومه ونهايته، وكثرة النوم على الجانب الأيسر مضر بالقلب بسبب ميل الأعضاء إليه .

- وقد أكّدت الدراسات والأبحاث العلمية أن هيئة النوم المثالي هو النوم على الجانب الأيمن وذلك لأن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً في حالة النوم على الشق الأيمن، ويكون الكبد مستقراً لا معلقاً، والمعدة جاثمة فوقه بكل راحتها، وهذا أسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد هضمه. كما أن النوم على الشق اليمن يخفف أو يمنع من حموضة المعدة.

- وأن مكان القلب في الصدر يميل إلى اليسار عند جانبه الأسفل، ويميل جانبه الأعلى إلى اليمين مقدار عشر درجات - وبالتالي فالنوم على الشق الأيمن يساعد في تدفق الدم من الخلية اليسرى العالية من القلب إلى سائر أنحاء الجسم عبر وريد الأورطي، بما يريح القلب لأن جميع الأعضاء تكون في أسفله أو في مستواه.

- أما النوم على الشق الأيسر  يشكل إجهادا أكبر للقلب، فالقلب يحتاج إلى بذل طاقة لكي يضخ الدم من الخلية اليسرى التي تكون في الأسفل إلى وريده الأورطي الذي يقع على ارتفاع عشر درجات منه، والدم في هذه الحالة لا يجري طبيعياً حسب قانون الجاذبية إلا إلى 45% من أجزاء الجسم.