في بداية الامر أود أن اتطرق واذكر المصادر المأخوذ منها التفاسير و المستندات و الاستدلالات الا وهي كتاب التفسير لأبن كثير و الطبري وهي اهم وأبلغ المصادر لتفسير القران و اشهرها والمعتمد عليها و الاعتماد فيها لأنها تُفسر بالمأثور أي تفسير القران بالقران و تفسير القران بالسنه النبويه و ايضاء ب اقوال الصحابه و التابعين.وندخل في صلب الموضوع مباشره
لم يُذكر لفظ الخفاش صريحاً بالقران الكريم ولم يورد بالنسه النبويه حول موضوع الخفاش وانما فقط ورد آيه بموضعين مختلفين في سوره ال عمران ايه ٤٩ و في سورة المائده ايه ١١٠ وكانا بكلا الموضعين يحملان نفس المعنى
(وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)(٤٩)
(وَرَسُولً إلى بَنِىٓ إِسرَءِيلَ) و المقصود هنا ب (ورسولًا) أي ب عيسى عليه السلام قد أُرسل إلى بني اسرايل ليبلغهم دعوة الله ويأمرهم بأخلاص العباده له وقد اعطاه الله سبحانه وتعالى من المعجزات و الآيات وقد ذُكرت هذه المعجزات في سورة ال عمران ايه ٤٩ وأبتدأت به الآيه بالمعجزة الاولى وهي (أني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله)
أي يصور من الطين شكل الطير ثم ينفخ فيه و يبث الله فيه الروح فيطير عياناً بإذن الله عز وجل
وهذه المعجزه وردت عنها روايات و اسراءيليات حول موضوع خلق الخفاش رغم ان الخفاش لم يُذكر لفظاً صحيحاً بالقران و السنه النبويه ونحن هنا نستمد و نستدل حول التفاسير الصحيحه بالتفسير المأثور وهو المستند عليه بالقران و السنه النبويه و اقوال الصحابة و التابعين وكما قلت سابقًا ان الخفاش لم يذكر بأي منهم
فأنما ورد الخفاش في الروايات و الاسرائيليات التي من الاساس لا يؤخذ بها بتاتاً ورد الخفاش في روايه لم يستند عليها ولم يبنى عليها وانما قال الكثر من علماء التفسير انها من الاسرائيليات ولا يؤخذ بها رغم ان الكثير يُصدق بها وانما هي : قالوا بني اسراءيل ل-عيسى ابن مريم عليه السلام أن اردتنا نؤمن بك فعليك ان تصنع لنا طيراً بشروطنا و على اهوائنا قالوا نريد ان تصنع لنا طيرا ليس ككل الطيور فالطيور لها ريش ونحن نريد بلا ريش و يلد ولا يبيض ليس له منقار بل انياب و مخالب الطيور تنام باليل وتسعى بالنهار ونحن نريده ينام بالنهار و يسعى باليل فسوى لهم الخفاش ونفخ فيه وبث الله فيه الروح فصار طيراً بأذن الله فلما رؤوا تلك المعجزه قالوا نشهد أنك ابن الله.
بني اسراءيل لم يؤمنوا بمعجزات النبي عيسى و لا بموسى ولا سابق الانبياء والذي يثبت ان هذه من الاسرائيليات انهم قالوا نشهد انك ابن الله هذه وحده دلاله على انها خاطئه جداً و من الاسرائيليات
وذكر في جامع البيان في تفسير القران (تفسير الطبري) وذكر أنه لـما أراد أن يخـلق الطير من الطين سألهم: أيّ الطير أشدّ خـلقاً؟ فقـيـل له الـخفـاش. كما: حدثنا القاسم قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قوله: { أَنِى أَخْلُقُ لَكُمْ مّنَ ٱلطّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ } قال: أيّ الطير أشدّ خـلقاً؟ قالوا: الـخفـاش إنـما هو لـحم، قال ففعل.
هذا الذكر صحيح ولكن لم تكن سببًا لخلق الخفاش
لكن الإشكالية تكمن في السؤال الذي سألتني ياه من قبل عن الحيوان الذي خلق بسبب نبي هنالك حيوانات خُلقت بسبب نبي مثل ناقه صالح و البقره* نسلهم كان موجود من قبل* لكن الخفاش لم يخلق بسبب نبي او ب الاحرى لم يُذكر عن خلق الخفاش من الاساس
الخلاصه ان في هذه الآيه دُرجت او اخرجت الروايات التي بنوا عليها ان الخفاش مخلوقاً بسبب نبي الله عيسى او ان كان (اول )خلق للخفاش على يد النبي عيسى عليه السلام وهذا غير صحيح
وبعض المفسرين الضعفاء فسروا آية (اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير)أي (كهيئة الطير)أي شبيه الطير وهو الخفاش الذي يكون من اشباه الطيور وهذا تفسير ضعيف
وانما التفسير الصحيح المأخوذ به هو ان (كهيئة الطير ) الكاف في قوله (كهيئة) نعت لمفعول محذوف أي اخلق شيئاً مثل هيئه الطير و (الهيئة) هي الصوره و الكيفيه أي ان عيسى عليه السلام يأتي بالطين فيصنع منه طيراً ثم ينفخ فيه باذن الله فيجعل الله فيه الروح ثم يطير هذا الطير
لم يتطرق بنوع الطير او اسمه لو كان خيراً او ذا شأن لذكره الله في القران او يُذكر في السنه النبويه ولكن لم يُذكر ف لذالك نبتعد عن ان الخفاش خُلق بسبب النبي عيسى لأنه لم يبنى عليها او يستند عليها بدليل قاطع
اتمنى ان اكون وفقت في ايصال المعلومه وأن اصبت في جوابي فهو من فضل الله تعالى وأن اخطئت فمن تقصيري ومن الشيطان
والله اعلم
📜الباحثه و الكاتبه :شوق بنت خلف مناحي العنزي
شاكره لكم🤍