التنمر، وإن كان ظاهرة غريبة عن مجتمعاتنا وحتى التسمية ليست من عمق تراثنا، أقول إن التنمر له حبلان اثنان أوصلاه الينا،
الحبل الأول هو عدم التخلق وسوء التربية لصاحب الصفة، وهو القط البائس الذي يرى نفسه نمرا وهو ليس كذلك، ولأنه مأمن صفة ذميمة إلا ووراءها حكاية تعيسة.
والحبل الثاني، هو ضعف الإدارة ونقص الخبرة في الحزم ومواجهة هذا التعنت والعنصرية وسوء الخلق هذا.
إذ مهما كان فإن التنمر كظاهرة هو خلق ذميم وسيء وجب التخلص منه والتعريف به كأي خلق آخر ذميم وتربية النشء على النفور منه والتعالي عليه وأن صاحبه منبوذ يتوجب عليه العقاب في حالة التلبس به، لعنصرية والتكبر والاحتقار وما شابها.
وكما يصنع التنمر من صاحبه أداة رخيصة وساذجة ومنبوذة في المجتمع فإن الضحية من التنمر كذلك تلقى من الأسى والهم وسوء التقدير ما يجعلها تفقد الثقة والأمان وتجتاحها هالة من الخوف والعزلة وقد تصل إلى الهلع والفوبيا أحيانا، لذلك وجب العمل كفريق لنتدارك الإشكال ونعالج الطرفين بكل الطرق العلمية والأدبية والنفسية.
هو جهد يضاف إلينا عنوة بقدر ما أضيف إلى حياتنا من مفردات معجمة الأصل غريبة المنشأ والكيان نتصارع معه.
وكأنه ينقصنا المشاكل!