نعم يجوز قول هذه الصيغة في الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا مانع منها ولا محذور فيها ، ولكن إذا كانت الصلاة على النبي عليه السلام داخل الصلاة فالصحيح هو الالتزام بالنص الوارد وعدم زيادة ألفاظ من عندنا على الصيغة باعتقاد أن هذه الألفاظ فيها زيادة خير وأجر ، بل يكون في ذلك نوع من الابتداع ، لأن العبادات ومنها الصلاة على النبي داخل الصلاة مبناها على التوقيف واتباع النص وليس الابتداع والاختراع .
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم دلنا على كل خير وعلمنا كل خير ، وعلمنا كيف نصلي عليه في الصلاة ، فمن زاد على الصيغ التي علمنا إياها فكأنه يقول أنه جاء بأحسن مما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ، وأن عنده علم وخير لم يخبرنا به النبي عليه الصلاة والسلام ، وهذا خلاف دين الإسلام ، وخلاف مقتضى محبة النبي عليه السلام وتوقيره وتعظيمه .
لذلك إذا كانت الصلاة على النبي داخل الصلاة أو الأذكار الواردة المأثورة فيلتزم فيها بالألفاظ الواردة المأثورة عن النبي عليه السلام ولا يزاد فيها ، أما إذا كانت خارج الصلاة وإنما هي صلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بشكل عام امتثالا لعموم قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " ، فلا بأس بغيرها من الصيغ .
مع الانتباه أن أجر هذه الصلاة وفائدتها ليس بتفخيم الألفاظ وتزيق الكلمات والسجع المحدث الذي اغتر به كثير من الناس وصار اهتماماهم بالظاهر أكثر من الباطن ، وإنما سر هذه الصلاة وبركتها في الحقيقة إنما هو بحضور القلب والفؤاد فعلا عند هذه الصلاة ، وذلك باستشعار محبة النبي حقاً والشوق إليه وإلى الاجتماع معه في الجنة ، وإلى العمل بمقتضى هذه المحبة بالسير على سنته واتباع نهجه وهديه ، والدفاع عنه والغيرة عليه ، بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام .
والله اعلم