أذكار الصباح كما هو اسمها تقال في وقت الصباح كما جاءت الآيات القرانية والأحاديث النبوية في مشروعية الذكر ، ومن هذه النصوص :
قوله تعالى " فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ۖ ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى " ( طه ، 130 ) .
وهذا النص وإن كان حمله أكثر المفسرين على الصوات الخمس لكنه يشمل بعمومه الذكر .
وقوله تعالى " فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب" ( ق 39 ) .
وفي الحديث " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ " ( رواه مسلم ).
ونحوه من النصوص التي علق فيها الذكر بالصباح والمساء .
والصباح يبدأ بطلوع الفجر بالاتفاق وقبل ذلك يعد من الليل لا يدخل اليوم إلا بدخول الفجر ، وبناء على ذلك فوقت أذكار الصباح يبدأ بطلوع الفجر الصادق وهو وقت أذان الفجر الثاني ، وينتهي وقتها بطلوع الشمس وعند بعض العلماء ينتهي بانتهاء وقت الضحى وهو قبل وقت بقليل .
ولكن بالاتفاق لا يشرع قول أذكار الصباح قبل طلوع الفجر ، فمن قالها قبل الفجر ، فعليه إعادتها بعد الفجر حتى يكون قد أصاب السنة .
أما أذكار المساء فيبدأ وقتها مع المساء او مع الأصيل وهو من بعد العصر إلى وقت الغروب هذا وقتها المفضل ، ولكن لو نسي فقالها ليلاً فلا بأس إن شاء الله .
قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب شرح منظومة الآداب :
" مطلب أذكار الصباح والمساء :
اعلم أن أذكار طرفي النهار كثيرة جداً، والحكمة فيه افتتاح النهار واختتامه بالأذكار التي عليها المدار، وهي مخ العبادة وبها تحصل العافية والسعادة ونعني بطرفي النهار: ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب، قال الله تعالى: وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. والأصيل هو: الوقت بين العصر إلى المغرب، قال الله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ. والإبكار: أول النهار، والعشي: آخره.
وقال: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ. وهذا يفسر ما جاء في الأحاديث من قال كذا وكذا حين يصبح وحين يمسي، أن المراد به قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر ، قاله الإمام المحقق ابن القيم في الكلم الطيب والعمل الصالح " .
والله أعلم