(مؤيد الظالم ) هم من يسميهم العلماء ( أعوان الظلمة ) وهذه الإعانة هو الركون الذي حرمه الله ونهى عنه وجعل حكم فاعله هو حكم الظالم نفسه وجعل مصيرهم وعقابهم واحد وإن كانوا في العقاب على دركات .
قال الله تعالى ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) (هود ، 113)
قال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القران :( قوله تعالى:{وَلَا تَرْكَنُوا}الركون حقيقةً الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به،قال قتادة:معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم.وقال ابن جريج:لا تميلوا إليهم.وقال أبو العالية:لا ترضوا أعمالهم;وكله متقارب وقال ابن زيد:الركون هنا الإدهان وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم ) .
وإعانة الظالم لها أشكال وأنواع بعها أشد من بعض :
قال مكحول الدمشقي: ينادي منادٍ يوم القيامة:أين الظلمة وأعوانهم ؟ فما يبقى أحدٌ مدَّ لهم حبراً أو حبَّرَ لهم دواةً أو برى لهم قلماً فما فوق ذلك إلا حضر معهم،فيجمعون في تابوتٍ من نارٍ فيلقون في جهنم...
وعن سفيان الثوري: من برى لهم قلماً،أو ناولهم قرطاساً،دخل في هذا أي في الركون.
وَجَاء رجلٌ خياطٌ إِلَى سُفْيَان الثَّوْريّ فَقَالَ إِنِّي رجلٌ أخيط ثِيَاب السُّلْطَان- وكان السلطان ظالماً- هَل أَنا من أعوان الظلمَة؟فَقَالَ سُفْيَان:بل أَنْت من الظلمَة أنفسهم،وَلَكِن أعوان الظلمَة من يَبِيع مِنْك الإبرة والخيوط.) ( كتاب الكبائر للذهبي).
وذكر ابن مفلح في الفروع : ( أنه لما حبَسُوا الإمام أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي السِّجْنِ جَاءَهُ السَّجَّانُ,فَقَالَ:يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَدِيثُ الَّذِي رُوِيَ فِي الظَّلَمَةِ وَأَعْوَانِهِمْ صَحِيحٌ؟قَالَ:نَعَمْ،قَالَ السَّجَّانُ:فَأَنَا مِنْ أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ؟قَالَ لَهُ:أَعْوَانُ الظَّلَمَةِ مَنْ يَأْخُذُ شَعْرَكَ وَيَغْسِلُ ثَوْبَكَ وَيُصْلِحُ طَعَامَكَ وَيَبِيعُ وَيَشْتَرِي مِنْكَ،فَأَمَّا أَنْتَ فَمِنْ الظَّلَمَةِ أَنْفُسِهِمْ ) .
أما السؤال عن دعاء هذا المعين للظلمة في صلاته فالجواب :
أن لاستجابة الدعاء شروط منها :
- التوبة من المعاصي وطاعة الله ، فكيف لهذا الظالم المعين للظلمة العاضي لله المقيم على معصيته بمعونة الظلمة أن يستجاب له !
- أن يحل مطعمه ومشربه ورزقه ، فكيف لهذ المعين للظلمة الذي يأخذ رزقه من هذه المعونة المحرمة أن يستجاب له !
فالمعين للظلمة ظالم مثلهم معية الله عنه بعيدة وتوفيق الله له مفقود وغضب الله وسخطه عليه نازل ، فلا يجاب دعوته ولا ينال مطلوبه في غالب الحال.
ولكن قد يحصل أن يدعو الله بدعاء فيحصل له مراده لحكمة الله يعلمها الله ، ككون ما دعا به فيه مصلحة لغيره ، أو قد يدعوه مالا فيعطيه الله ذلك استدراجا له وإمهالا حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر .
والله