(مؤيد الظالم ) هم من يسميهم العلماء ( أعوان الظلمة ) وهذه الإعانة هو الركون الذي حرمه الله ونهى عنه وجعل حكم فاعله هو حكم الظالم نفسه وجعل مصيرهم وعقابهم واحد وإن كانوا في العقاب على دركات .
قال الله تعالى ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) (هود ، 113)
قال ابن كثير في تفسيره ( عن ابن عباس:ولا تميلوا إلى الذين ظلموا ، وهذا القول حسنٌ،أي لا تستعينوا بالظلمة،فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم{فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ}أي:ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلصكم من عذابه) .
أما كيفية الدعاء على هذا الظالم المعين للظالم فليس فيه صيغة معينة خاصة ، ولكن يكفي المظلوم أن يعلم حديث ( اتَّقوا دعوةَ المظلومِ فإنَّها تُحملُ على الغمامِ يقولُ اللهُ وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ ) ( رواه المنذري في الترغيب والترهيب )
وفي الحديث الآخر ثلاث دعوات لا ترد منها دعوة المظلوم .
وفي الحديث الآخر أنه ليس بينها وبين الله حجاب .
فكون دعوته مستجابة مما يطمئن قلب المظلوم ويمنحه قوة أنه يركن إلى ركن ركين وهو الله سبحانه .
وعليه أن يجتهد في الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته ويتوسل إليه بها ، ويختار الوقت المستحب كثلث الليل الأخير ، ثم يلح على الله ولا يستعجل الإجابة فيفتر .
سهام الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء
وقد يدعو بهلاك الظالم أو يدعو بزوال ملكه أو أن يسلط الله عليه من يذله ويكسر شوكته أو أن ياخذ الله له حقه ويشفي صدره إلى غير ذلك .
وعليه أن ينظر في قصص الغابرين وكيف دمر الله على الظالمين ونصر المستضعفين فهذه سنة ربانية ولكن لها سنن وشروط .
وأعظم دلالة عليها من القران قصة فرعون مع بني إسرائيل كما قال سبحانه في سورة القصص ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) ، وفي آخر القصة في سورة الأعراف ( وأوروثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ) .
والله اعلم
43 مشاهدة
