جاء في الأحاديث أن دعوة الوالد لولده أو على ولده مستجابة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ ) رواه ابن ماجه ، وفي رواية لأحمد ( ودعوة الوالد على ولده ).
و قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ ، لا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ ) رواه مسلم .
ولكن هذه الاستجابة لدعوة الوالدين محلها إذا كانت شفقة ولمنفعة الولد ، أو كانت على الولد لظلمه وعقوقه لهما ، أما إذا كان الوالد هو الظالم أو كان غير محق في دعوته على ولده فلا يستجاب له في هذه الحال ، لأنه يكون عندها من الإثم ،و قد جاء في الحديث في صحيح مسلم " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " .
قال بعض شراح الحديث " وإنما يكون قبول هذا الدعاء- يعني من الوالد على ولده - إذا صدر عن الولد عقوقٌ؛ أي: مخالفة أمر الوالد فيما يجب على الولد طاعته، فإذا خالفه الولد، يكون الوالدُ مظلومًا، فيستجابُ دعاؤه ".
أما إذا كان دعاء الوالدين على ولدهما من دون قصد صحيح وإنما هو بسبب غضب لحظي ، فمن رحمة الله أنه لا يستجاب كما في جاء في تفسير قوله تعالى ( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) ( يونس ، 11 ) .
قال ابن كثير رحمه الله:
" يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده ، وأنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم ، أو أموالهم ، أو أولادهم ؛ في حال ضجرهم ، وغضبهم ، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك ، فلهذا لا يستجيب لهم - والحالة هذه - لطفاً ورحمة ، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم , أو لأموالهم , أو لأولادهم , بالخير والبركة والنماء "
والله أعلم