هل يستجاب دعاء الوالد على ولده في حالة غضب شديد

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا / فلا يستجاب دعاء الوالد على ولده أو الوالدة على ولدها في حالة غضب لحظي - وهذا من رحمة الله تعالى بنا وبأولادنا - والدليل على ذلك قول الله تعالى: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) سورة يونس 11.
قال الإمام إبن كثير في تفسير هذه الآية: يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده: أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفا ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء، ولهذا قال: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) أي: لو استجاب لهم كل ما دعوت به في ذلك، لأهلكهم،

- ولكن لا ينبغي الإكثار من الدعاء على الأولاد- كما يفعل كثير من الآباء والأمهات - لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم، لا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم) رواه مسلم في صحيحه.

-  ولكن ينبغي عليك أن تحذر من إغضاب والدك - فالوالد هو أوسط أبواب الجنة - وبر الوالدين من أفضل الأعمال عند الله تعالى بعد إقامة الصلاة على وقتها، بل قدّم الإسلام بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله تعالى، ففي الحديث الصحيح  إلى يرويه الصحابي عبد الله بن مسعودٍ- رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: ((الصلاة لوقتها))، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، فما تركت أستزيده إلا إرعاءً عليه.  متفق عليه.

- وجاء في الحديث الصحيح أيضاً عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: جاء رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أجاهد، قال: (لك أبوان)؟ قال: نعم قال: (ففيهما فجاهد) أخرجه البخاري.
- وعن المقدام بن معدي كرب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " «إن الله يوصيكم بأمهاتكم- ثلاثا - إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب»" أخرجه البخاري.
- وعن بهز بن حكيم - رضي الله عنه - قال: حدثني أبي، عن جدي قال: « قلت: يا رسول الله، من أبر؟ قال: «أمك» قال: قلت: ثم من؟ قال: «أمك» قال: قلت: ثم من؟ قال: «أمك» قال: قلت: ثم من؟ قال: «ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب» أخرجه أحمد وحسنه الألباني.

- وعلى المسلم أن يحرص كل الحرص على إرضاء والديه دائماً وطلب الدعاء منهم له لأن دعاء الوالدين مستجاب، ولن يوفق الله شاباً أو فتاةً عاقين لوالديهما أبداً، فالبر لا يبلى وهو سعادة وتوفيق في الدنيا وسعادة أبدية في جنة الرحمن في الآخرة.

- واعلم أخي أن بر الوالدين سداد ودين - يعني أن بر الوالدين معجل في الدنيا قبل الآخرة - أي إذا بررت والديك فسيكون الجزاء من جنس العمل وأن الله تعالى سيرزقك بأبناء بارين لك، وبعنى آخر أنت عندما تبر والديك إنما تبر نفسك وتنقذها من عقوق أولادك مستقبلاً.
- كذلك عقوق الوالدين فإن عقوبته معجلة في الدنيا قبل الآخرة بالأبناء العاقين وبالفقر وبالمرض وبعدم التوفيق في الدنيا بشكل عام وفي الآخرة عذاب شديد أليم.

- والإسلام أمرنا أن نبر والدينا حتى ولو كانوا مشركين فكيف إذا كانوا مؤمنين!!! قال الله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) لقمان 15