هل تتوقف الدراسة عند عمر معين برأيك

لا تتوقف الدراسة عند عمر معين , اطمئن, فالدراسة والتركيز وصقل المهارات وتراكم المعارف لا يحتاج الى عمر محدد لنقف عنده , هذا وقد اثبتت دراسة اعدها فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا ان ما تقدمه المدرسة من مهارات له الاثر الكبير على حياة الطالب المستقبلية , فقدرات عقل الفرد مثل الذاكرة والتركيز لا تتوقف عند سن معينة بل وتستمر الى ما بعد استكمال مسيرته التعليمية .

وكثيرا ما سمعنا عن علماء نالوا جوائز نوبل وهم في  سنوات متقدمة من العمر , وهذا بلا شك لدليل واضح على انه لا علاقة بين تقدم العمر وتوقف الدراسة .

وفي دراسة عابرة للثقافات اجريت على عينة عشوائية لثلاث دول في الوقت ذاته وهي (الولايات  المتحدة الامريكية , استراليا, كندا )  لفحص السلوك البشري وتقييم الاثار المعرفية الناتجة عن الخبرة التعليمية على الاداء المعرفي فقد كشفت انه من وصل لعمر الستين عاما كان اداؤهم الذهني فعالا ونشطا وهذا ما يخالف المعتقد (ان التعليم بالكبر كالنقش على الماء) .

يوضح القط – استشاري الطب النفسي- العلاقة الطردية بين سنوات التعليم وتطور الوظائف المعرفية فالمخ يتمتع بمرونة عالية وشديدة كما الرياضي الذي تقدم به السن تكون لياقته البدنية  افضل بكثير ممن لم يمارس الرياضة اصلا .

ان التوقف عن الدراسة  لا يعني بالضرورة التوقف عن القراءة او ممارسة هواية او مهارة نتقنها , فتعلم لغة جديدة في سن متقدمة  مثلا لا يساعد على الحفاظ على قدراتنا العقلية لفترة اطول فحسب بل وقد يكون سببا في منع الاصابة بالزهايمر .

وعليه اعتقد بانه حان الوقت لعمل برامج/مناهج للتعليم المستمر وعدم الاكتفاء بمناهج تعليمية لمدة( 12-16) عاما بين التعليم  المدرسي والتعليم الجامعي .

المراجع : 

-  دينا درويش, التعليم المدرسي مفيد حتى ال(60) ,  https://www.scientificamerican.com/arabic/articles/news/school-learning-is-beneficial-even-in-your-60s/

محمد حجاج , هل هناك سن كبير على التعلم , https://www.aljazeera.net/blogs/2016/10/31/%D9%87%D9%84-%D9%87%D9%86%D8%A7%D9%83-%D8%B3%D9%86-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85 

" اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، أؤمن بشكل جاد بهذه الحكمة . إن كل يوم في حياة الإنسان يجب أن يضيف لعمره شيئاً جديداً؛ فالانسان حصيلة تجارب وقراءات، يتعلم من أخطائه وعثراته، يتعلم من المواقف اليومية، يتعلم ممن هم أكبر منه وحتى من الذين هم أصغر منه.

 يتعلم بالقراءة والدراسة والارتقاء من درجة علمية لدرجة أعلى منها، فالشخص يبدأ بالتعلم قبل دخول المدرسة ويستمر بتعليمه لحين انتهائها، فمنهم من يتوقف عن الدراسة بمجرد تخرجه فتلهيه ملهيات الحياة ومشاغلها عن الاستمرار في الدراسة، ولكن الدراسة لا تتوقف عند عمر معين او بمجرد التخرج مثلاً، وإليك بعض الافكار لتستمر بالدراسة والتعلم بعد التخرج:

1. يمكنك إكمال درجة الماجستير والدكتوراة بعد تخرجك من البكالوريوس، ثم يكمل درجات الاستاذية، وبذلك يستمر طول هذه الفترة بالدراسة والبحث ثم يستمر بكتابة الأبحاث العلمية ليبقى في منصبه اذا توظف في الجامعة.

٢.يمكنك الاستمرار بأخذ الدورات التدريبية، فمن خلالها يستمر المتعلم بالدراسة ولكن بشكل متقطع وغير ملزِم بعلامات او درجات، ويمكنه عند اخذ بعض الدورات أن يصبح مدرباً للطلاب فيستمر بإعطاء المعلومات وبالتالي يستمر بالدراسة لمواكبة ما يعطي من معلومات متجددة.

٣.القراءة المستمرة تفتح آفاقك للتعلم والبحث والدراسة، فالفضول الذي تتركه عندنا القراءة يحثنا على التوسع في البحث عن معلومة قرأناها فلفتت انتباهنا، ويمكن لمعلومة يقرأها المرء أن تغير مسار حياته، إذن القراءة ترتبط بمواصلة الدراسة بشكل كبير.

٤. المشاركة في تدريس أطفالك أو الاطفال القريبين منك، فقد تجذبك معلومة فتدرسها وتبحث عنها، او حتى تدريس ممن لم يتخرجوا من نفس تخصصك. 

إن الدراسة والتعلم لا يمكن أن تستحوذها فئة عمرية لوحدها، ولا تقتصر على رجال أو نساء، لكن يجب على الإنسان أن يمتلك الشغف والحب الكافي الذي يضمن استمراره في التعلم إلى أن يصل إلى أن يملأ الشيب رأسه.