تشير الدراسات إلى أن أدمغة البشر وبعد عمر 25 تبدأ بالتكاسل وتعتمد على عدد محدد من المسارات العصبية للقيام بالتفكير، لكن يمكن أن نحافظ على قدرات الدماغ عن طريق ممارسة التعلم.إذا يمكن القول لا لا يوجد عمر محدد يمكن القول فيه بأننا كبرنا وأصبحنا غير قادري على تغيير ما لدينا من شخصية أو أفكار، ويشير هنا د. ماثيو دي ليبرمان أن الطبيعة الإنسانية قد تكون سبب في حدوث هذا الأمر فالإنسان في مرحلة من مراحل حياته ينظر لنفسه بأنه انتقل من منطقة المتعلم إلى منطقة العارف، مما يعني فقدان المهارات المختلفة التي تساعد على التغيير والتعلم، ففي نهاية الأمر تغير ما لدينا من أفكار وشخصية يقع وبشكل ضمني ضمن عمليات تعلم مختلفة.
وبمجرد انتقال الإنسان من مرحلة المتعلم إلى منطقة العارف سبب في أن تجعل أي عمر في أي مرحلة عمر يتوقف عنده التطور والنمو والقدرة على التغيير.
من ناحية أخرى يمكن القول بأن الانتقال من منطقة المتعلم إلى منطقة العالم والعارف سبب في الفشل، والوقع في الهاوية، ويمكن القول هنا أن التعلم قد توقف لأنه عملية التعلم ستصبح صعبة، فعندما نتوقف في مرحلة ما ونعود للتعلم بعدها للسير في نفس مسار التعلم القديم سنجد صعوبة فائقة لفقدان المرونة والقدرة على الاكتساب.
ويشير د. ماثيو دي ليبرمان إلى أن الشخص في أي عمر كان قد يتوقف عن التغيير سواء في الأفكار أو في الشخصية إذا حقق الشهرة، حيث أن الشهرة سبب في إبعاد نظر الشخص عن ذاته وتفاصيله الصغيرة والاهتمام بالأمر العام الذي يحقق الانجذاب ولفت الانتباه، وبمجرد التفكير بالذات وعدم التفكير فيما يقوله الآخرين في حال وجود عامل الشهرة فإن التعليم مستمر مهما كان العمر، ومثال على ذلك ما نراه لدى العلماء المختلفين القادرين على تغيير ما لديهم من أفكار وشخصيات مع مرور الزمن.
ومن وجهة نظر شخصية أرى أنه لا يوجد عمر معين يتوقف فيه المرء عن تغيير التفكير والشخصية فالأمر معتمد على على عدة عوامل غير العمر منها:
- وجود أمراض عقلية عصبية: في حال كان الإنسان لديه استعداد جيني لبعض الأمراض العقلية العصبية يمكن القول بأنه مرحلة ما بعد عمر 45 هي سبب في ضعف قدرات الإنسان على الاكتساب والتعلم والتغير سواء في الأفكار أو في الشخصية ومن هذه الأمراض الزهايمر مثلاً.
- العامل الاجتماعي؛ قد تكون بعض الأعراف والتقاليد سبب في توقف تطور صفات فكرية وشخصية لدى البعض حيث أن التغيير عن المتعارف عليه سبب في الوصمة الاجتماعية ويمكن أن يكون هذا الأمر في مجتمعاتنا العربية مرتبط بعمر ما بعد الزواج بحيث يصبح التفكير والسمة الشخصية أمر ملقن في المحيط ومتفق عليه بشكل عام, ونجد هذا الشيء متواجد بين جيل الآباء والأبناء فالفجوة الموجده بينهم سببها توقف التعلم في مراحل مبكرة نسبيًا بالنسبة للآباء وبتالي عدم القدرة على الاكتساب في السن الكبير
- العوامل الشخصية؛ قد تكون السمة الشخصية أساسًا سبب في أن يكون الشخص غير قادر على التغيير كلما تقدم بالعمر فالشخص العنيد والغير مرن هو شخص متحجر كلما تقدم في العمر.
المصدر:
- Our brains can get lazy by age 25 but people can counteract it with a habit Mark Zuckerberg, Bill Gates, and Warren Buffett all have
- Why We Stop Learning: The Paradox of Expertise