الصديق المفضل بالنسبة هو الصديق الذي تنعدم بني وبينه أي حدود رسمية لكن في الوقت ذاته يحفظ كرامتي ولا يمسها بقدر أنملة. وأرى نفسي معه على طبيعتي ولا أخجل من نفسي، فمعه تظهر سلبياتي وايجابياتي، وهو القادر على تقديم النصح والدعم المعنوي والنفسي قدر الإمكان، والقادر على تحمل مزاجي السيء في أصعب الأوقات وتفهم ما لدي من سمات شخصية حادة، وهو القادر على العطاء دون مقابل والحب دون مقابل والتضحية دون مقابل في حدود المنطق والمعقول، ففي نهاية الأمر الصديق لن يكون شخص يعيش من أجل الآخر إلا أنه يقدم وقدر المستطاع ما يشعر الطرف الآخر بالاحب والانتماء والأمن.
وبالنسبة لي يمثل الصديق المفضل:
- مصدر دعم؛ ففي كثير من الأحيان والتي أجد نفسي فيها غير قادرة على تحمل بعض المصاعب أحب أن أتواجد إلى جانب صديقتي المفضلة وإن لم نتكلم في ما يسبب لي الضيق إلا أنني أشعر بالهدوء والأمن فوجودها وبجاني مصدر للدعم النفسي والمعنوي.
- سبب في النجاح؛ في كثير من الأحيان تكون الصديقة المفضلة سب في النجاح من خلال ما تقدم من دعم ومساعدة وجهد للمساعدة في تحقيق الأهداف والطموحات.
- سبب في تطوير الذات؛ حيث أن الصديقة المفضلة هي الصديقة الصادقة والتي تقدم النصح والإرشاد من أجل الحصول على أفضل نمو سليم على المستوى النفسي والاجتماعي والذاتي وعليه فهي سبب في تطوير سمات الشخصية الإيجابية والتخلص من السلبية وتتبع مواضع القوة والضعف في النفس والعمل عليها قدر الإمكان.
أما ما يمكن أن أقدمه لصديقتي المفضلة فهو أمر كثير ومتعدد لكنه ضمن ما لدي من قدرات وصلاحيات لا أنكر أنني في حال عدم امتلاكي الصلاحية أو وجود أمر ما يجعل من تقديم المساعدة للصديقة أمر صعب وبطريقة غير مقبولة أو فيها تعدي على أسرتي وأهلي فإنني سأعتذر عن هذا الأمر وتقديم المساعدة، وهنا أنا لا أنكر أهمية الصداقة بالنسبة لي لكن في مرحلة من المراحل لا يمكن أن تتعدى الصداقة حدود معينة خاصة الأهل، فأنا قادرة على تقديم الحب والاهتمام والعطاء بمختلف أشكاله وعلى مختلف الأصعدة لكن بما لا يعود بالأثر السيء على أهلي، ومن ناحية أخرى لا يمكن للصداقة الصحيحة والصحية أن تكون سبب في إلحاق الأذى لي فأنا أقدم كل ما أستطيع تقديمه من أمر بما لا يعود علي أنا أيضَا بالأذى، فالصداقة التي تقوم على تحقيق مصلحة مشتركة بالنسبة لي هي صداقة غير حقيقية، فالصديق المفضل هو الصديق الذي يقبل له ما يقبل لي والعكس صحيح.