هل تبحث عن صداقات جديدة؟ هل تجد أن الوضع الحالي يُلزمك بالعمل على تجديد صداقاتك، أو البحث عن أصدقاء ضمن نطاقات أخرى؟. إن الصداقة هي من أحد الأشياء التي تتطلب منا كبالغين بعض العمل لبنائها ووضع أُسسها، عكس ما هو في الطفولة المبكرة؛ فصداقات الطفولة لا تدخل بها الحسابات الشخصية، ولا المصالح الخاصة، ولا التفضيلات والاختيارات المنمقة. تستحق منا الصداقة أن نعمل لأجلها، وأن نبذل لها الجهد الكبير، وأن نصنع قوالبها بدقة وإتقان. وقد ازداد الاهتمام بتكوين الصداقات ضٌمن الجائحة الحالية، بسبب الميل للعزلة والانطوائية أيام الحجر. فكان من المهم تقوية روابط التواصل وتوطيدها، والبحث عن طرق للتعارف مع الآخرين، لتخفيف الشعور بالوحدة والانعزال.
لذلك أُسجي لك بعض النصائح المهمة ليكُن لك أصدقاء جدد، وهي:
1. حاول تكوين صداقات مع أشخاص نتقاطع معهم بانتظام: ومثال على ذلك الأشخاص الذين نعمل معهم، أو نعيش بالقرب منهم، أو نلتقيهم بشكل دائم في المكتبة، أو مكان محدد. هنا عليك تحديد الأماكن التي ترتادها بكثرة، للوصول لأصدقاء محتملين أو رفاق جدد.
2. ابحث عن المصالح المشتركة: على الأغلب تميل الشخصيات إلى مصادقة والانجذاب لمن يشبهونهم، أو من يشتركون معهم بخلفيتهم الثقافية أو الاجتماعية أو الأدبية، ويتلاقون في هوايات مشتركة، أو مسار وظيفي محدد، أو حتى يشتركوا في تفاعل أطفالهم معًا أو وجود أصدقاء مشتركين بينهم. كذلك يمكنك التفكير في الأنشطة، أو في الفعاليات أو في الاجتماعات المشتركة. أظن باستطاعتك الحصول على المزيد من الأصدقاء الجدد.
3. ابدأ بتجارب جديدة: عندما تتعرف على أصدقاء جدد، حاول أن تنفتح على تجارب جديدة للحصول على بعض المرح. يمكن ذلك من خلال التطوع مثلًا، لمساعدة الآخرين ولممارسة المهارات الاجتماعية وتطويرها. كما يمكن أيضًا العمل حضور صفوف دراسية، أو الانضمام لنادي رياضي، أو الانضمام لنادي اجتماعي أو ثقافي. أو يمكنك أيضًا تشكيل مجموعتك الخاصة المحلية أو العالمية من قبل أدوات الشبكة العنكبوتية منها موقع
meetup، وموقع
Yubo، وموقع
Bumble BFF، وموقع
Nextdoor، وموقع
Mom Life للأمهات. جميع التطبيقات السابقة مجانية، وتعد مختلفة الثقافات؛ أي لا تختص بأشخاص دون آخرين في العالم.
4. استعد أمجادك السابقة: وذلك يكون من خلال التواصل مع رابطة الخريجين في جامعتك، أو في النادي الذي كنت فيه. ستجد الكثير من الأفكار المشتركة، والذكريات القديمة، والخبرات الجامعية المتشابهة. كما يمكن لورشات العمل المحلية المجتمعية أن تكون مُدخلًا للحصول على صداقات جديدة. كما حضور المعارض الفنية أو معارض الكتبة أو الحفلات الموسيقية لتجد أشخاص لديهم اهتمامات متماثلة.
5. حيوانك المدلل سيجلب لك المزيد من الأصدقاء: يمكنك تمشية كلبك في الشارع أو الحدائق العامة. هناك ستلتقي بعض الأشخاص المشتركين أو من يحبون هذه الحيوانات. يمكنك أيضًا التطوع في مأوى أو جموعة إنقاذ لعمل هذه الفعالية.
6. أعد استكشاف منطقتك: لربما قد تكون ممن عاشوا في ذات الحي لمدة طويلة. عليك تخصيص جزء من وقتك لاستكشاف مناطق في حيّك، كما يمكنك برحلة الاستكشاف هذه أن تكون صداقات جديدة. كما يمكنك زيارة المقاهي في منطقتك، خاصة في المواسم الرياضية لممارسة التشجيع الرياضي لفريقك. بالتأكيد ستجد من يشاركك هذا الاهتمام.
7. حوّل معارفك لأصدقاء: يمكن ممارسة ذلك من خلال الأحاديث الصغيرة التي تمضيها مع الناس في الحافلة، مراكز التسوق، المجموعات المهنية على شبكات التواصل الاجتماعي. هذه النقاشات وتبادل الخبرات، أو حتى النكات التي تشاركونها ستسهل عليكم التحول من معارف غير رسميين إلى أصدقاء حقيقين. وبالفعل عن تجربة، أصبحت لدي صديقة تدعى آلاء على موقع لينكد إن؛ نتشارك أننا تربويتين ضمن نطاق تخصصين مختلفين، لكننا متشابهتين في الرغبة بالتعلم والاهتمام بموضوعات تربوية معينة؛ كالتقويم، والتخطيط، والتدريس على سبيل المثال لا الحصر.
8. كن مفتحًا: قد نفضل كأشخاص الميل للعزلة أو الانطواء. وقد يكون بعضنا أكثر انفتاحًا وتقبلًا للآخرين، ودخولهم لحياتهم. أنصحك بالقليل من الانفتاح، وتقبل الآخر، وتقييم الآخرين وفق نضالاتهم وأهدافهم واهتماماتهم، لا وفق لحظاتهم الشخصية التي قد لا تتوافق مع لحظاتك. عليم تكر أنك لا تريد نسخة مستنسخة عنك على الغلب، بل عليك التنويع في اختيار أصدقائك الجدد. حاول مشاركة القليل من الأشياء الشخصية العامة عنك، والتي تجذب الآخرين نحو مصادقتك.
9. اكسر الجليد: يمكنك ذلك من خلا دعوة أحد معارفك غير الرسميين، مثلًا في محيط عملك، لمشاركتك وجبة الطعام، أو فنجان قهوة أو مشاهدة فيلم ما أو مباراة لفريقكم المفضل. يمكنك أيضًا عمل فعالية اجتماعية معينة، أو المشاركة في النادي الاجتماعي في الشركة لتكون عضوًا فعالًا.
10. تعقب أصدقاءك: لديك فرصة كبيرة لتعقب أصدقائك القدامى عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، كما يمكنك تفقد مسار أصدقائكم عند انتقالهم وتغيير وظائفهم أو وظائفك. يمكنك استخدام الدردشات وتطبيقاتها.
لماذا يجب أن أحصل على صداقات؟
يميل أغلب أفراد المجتمع للتركيز على العلاقات الرومانسية، وبالتالي فالشعور بعثورهم على شخص مناسب هو الأنسب بالنسبة لهم. يعتقد الكثير أن الأصدقاء هم الأكثر أهمية حتى من الرفاهية النفسية. كما أن الصداقات تدعم الصحة العقلية النفسية، بتخفيف التوتر وتوفير الراحة ومنع الوحدة. كما تشير بعض الدراسات أن الأصدقاء يرتبطون بطول العمر، وإضافة سنوات مهمة للحياة. إن تحقيق الرفاه العام، والحياة الاجتماعية، والصحة العاطفية يجعلك أكثر توجهًا نحو الحصول على الأصدقاء.
يمكن للصداقات الصحية أن تحسن مزاجك، وتعزز نظرتك الإيجابية، والوصول لأهدافك، وزيادة فرص النجاح. كما تقلل تلك الصداقات من التوتر والاكتئاب، مما يجعل جهازك المناعي أكثر قوة. كما سيتمكن أصدقائك من دعمك في الأوقات الصعبة، والتغلب على الصعاب مع تقدمك في العمر. أن تعزيز قيمتك الذاتية من خلال الوقوف على اتجاهي الصداقة؛ اتجاه العطاء، واتجاه الأخذ. فالعطاء يساهم في زيادة تقديرك لذاتك، واتجاه الأخذ يساهم في تقديرك للآخرين.
ما الذي تبحث عنه في الصديق؟
بالطبع نحتاج في الصديق أن يكون جهة موثوقة، وجهة مشتركة على مستوى عميق من التفاهم أو التواصل. نحتاج أن يظهر الصديق الاهتمام الحقيقي بما يجري في حياتنا. ويقترب من كيفية تفكيرنا وشعورنا، والاستماع باهتمام دون الحكم علينا، أو محاولة تغيير الموضوع. نركز دومًا على الطريقة التي تُشعرنا بها الصداقة لا على شكلها وكيفيتها والحدود والمبادئ التي تحكمها. علينا سؤال أنفسنا:
- هل نشعر بتحسن بعد قضاء الوقت مع هذا الشخص؟
- هل نحن نفسنا حول هذا الشخص؟
هل نشعر بالأمان، أم علينا أن نشاهد ما نقول، وما نفعل؟
هل الشخص داعم يعاملنا باحترام؟
هل هذا الشخص يمكننا الوثوق به؟
لذلك خلاصة القول: إذا كانت الصداقة جيدة ستشبع ذاتك ورغباتك وطموحاتك. ولكن إذا حاول شخص ما السيطرة عليك، أو ينتقدك، أو استغلال كرمك، أو يجلب دراما أو تأثيرات سلبية غير مرغوب فيها إلى حياتك، فقد حان الوقت لإعادة تقييم الصداقة. لا يطلب منك الصديق الجيد التنازل عن قيمك أو الموافقة عليها دائمًا أو تجاهل احتياجاتك الخاصة.