من الصحابي الجليل الذي لم يمس مشركاً

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٥ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 هو الصحابي عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح رضي الله عنه وأرضاه - حيث عاهد الله تعالى ألا يمس مشركاً ولا يمسه مشرك.
-حيث كان رضي الله عنه أميراً لسرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كانوا بين عسفان ومكة هجم عليهم بنو لحيان وهم حي من هذيل وكانوا رماة، فلحقوهم بقريب من مائة رامٍ فقالوا لهم: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً.

-فأما عاصم فقال: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، وقاتلهم حتى قتل وقصتهم معروفة.

-وكان رضي الله عنه عميق الإيمان صادقا في إيمانه وكان يبغض الشرك والمشركين أشد البغض -وكان من  أشهر الرماة   فقد كان يوم أحد يرمي المشركين فلا تخيب له رمية..

-فهو من قتل يوم بدر عقبة بن أبي معيط الأموي وقتل مسافع بن طلحة وأخاه كلاب كلاهما أشعره سهما فيأتي أمه سلافة ويقول: سمعت رجلًا حين رماني يقول: خذها وأنا ابن الأقلح فنذرت إن أمكنها الله تعالى من رأس عاصم لتشربن فيه الخمر.

-وتذكر لنا السير بأن قصة حماية الله تعالى إلى جسم الصحابي عاصم بن ثابت رضي الله عنه  بأن لا يمسه كافر وأن لا يمس هو كافر: هي أن عاصماً قد قتل يوم معركة أحد من أصحاب ألوية المشركين: مسافعًا، والحارث. فنذرت أمهما سلافة بنت سعد أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر، وجعلت لمن جاءها برأسه مائة ناقة،

-
فبعد ذلك قدم أناس  من بني هذيل على النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يوجه معهم من يعلمهم، فوجه  لهم عاصمًا في جماعة، فقال لهم المشركون: استأسروا فإنا لا نريد قتلكم وإنما نريد أن ندخلكم مكة فنصيب بكم ثمنًا، فقال عاصم: لا أقبل جوار مشرك،
فظل  يقاتلهم حتى فنيت نبله، ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه، فقال: اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحم لي لحمي آخره، فجرح رجلين وقتل واحدًا، فقتلوه وأرادوا أن يحتزوا رأسه، فبعث الله الدبر فحمته، ثم بعث الله سيلًا في الليل فحمله، وذلك يوم الرجيع.

-فعندما قام المشركون بقتله  أرادوا  أن يأخذوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد،  التي كانت قد  نذرت أن تشرب الخمر في رأس عاصم لأنه قتل ابنيها بأحد،
فجاءت النحل فمنعته، فقالوا: دعوه حتى يمسي فنأخذه. فبعث الله الوادي فاحتمل عاصمًا، وكان عاهد الله أن لا يمس مشركًا ولا يمسه مشرك، فمنعه الله في مماته  وعصمه كما منع في حياته .

-ويروي صاحب فرسان النهار  ويقول بأن عاصم تذكر  نذر سلاقة الذي نذرته وجرد سيفه وهو يقول: "اللهم إني احمي لدينك وادفع عنه فاحمي لحمي وعظمي لا تظفر بهما أحدًا من أعداء الله، الله إني حميت دينك أول النهار فأحمي جسدي آخره" وكانت وفاته في غزوة الرجيع العام الرابع الهجري.

- أشهر ما قيل في  الصحابي عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح:

  • كان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعته: "يحفظ الله العبد المؤمن كان عاصم نذر أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركًا أبدًا في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع في حياته". 
  •  وقال الحافظ بن حجر: (إنما استجاب الله له في حماية لحمه من المشركين ولم يمنعهم من قتله، لما أراد من إكرامه بالشهادة، ومن كرامته حمايته من هتك حرمته يقطع لحمه.)
-وهنا نورد ونذكر رحمة الله تعالى وعنايته بأنها كانت سببا في أن تعصم عاصمًا عن أن ينال براحة أو أضبع بالسيل الدير من أعدائه في مصرع أكرم به من مصرع.

 
- وللمزيد (عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح)