في البداية الأمر سأعرفكم على المراهقة وما المقصود بالمراهقة:
المراهقة
هي مرحلة النمو والتطور التي ينتقل بها الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ والرشد, إذ تعتبر فترة المراهقة من أهم وأصعب المراحل في حياة الإنسان إذ تمتد بين الحادية عشر من العمر إلى الواحد والعشرين.
فهي مرحلة انتقالية من مرحلة الطفولة والبراءة الى مرحلة تنمو وتتطور فيها القدرة على الشعور بالحب والانجذاب العاطفي إلى حد بعيد ولكن في مجتمعنا وثقافتنا هنالك ضوابط وحدود التي تحد المراهق عن التعبير عن عواطفه وعن ما يدور في داخله من مشاعر عفوية(تعتبر تلك المشاعر المتولدة لديهم طبيعية ولا تدعي للخوف إذا تعاملنا معا بطريقة سليمة ونتفهم ذلك... في بعض الأحيان هنالك مراهقين يجدون صعوبة بالتعامل مع تلك المشاعر وتسبب لهم التوتر والقلق).
وفيما يلي سأعرض عليكم بعض النقاط التي يتعرض لها المراهق بهذا العمر:
- إحساس المراهق بالخجل من نفسه ومن التطورات التي تحصل معه سواء كانت جسدية أم نفسية بحيث يخاف من تقبل الآخرين لها.
- يحدث لديه تغيرات هرمونية سواء كانت ذكورية أو انثوية والتي بدورها تؤثر في تغيير طباعه السلوكية أو الانفعالية والعصبية بحيث يمر بتقلبات مزاجية حادة وزيادة احتياجاته العاطفية وتلبية رغباته العاطفية قد يشعر المراهق بصعوبة في التعامل مع المحيط به والتأقلم معهم والخضوع لأوامرهم بسبب حدة مزاجه وتقلباته التي يشعر تارة بالسعادة وتارة بالحزن بحيث يفضل بهذا العمر الانطواء على نفسه وتكوين شخصية مستقلة فريدة غير خاضعة لأوامر المحيط به يفقد في هذا العمر الانسجام مع باقي أفراد الأسرة والأقارب بحيث يشعر بعد الراحة والسعادة بينهم ويجد صعوبة في التفاعل معهم والمشاركة سواء كانت عائلية أو اجتماعية.
- يجد المراهق صعوبة في بناء علاقات وصداقات بسبب شعوره بعدم القدرة على الخوض بهذه العلاقات وعدم الثقة بالنفس التي تجعله شخص انعزالي.
- قد يلجأ بعض المراهقين بتفريغ عواطفهم ومشاعرهم بطريقة خاطئة بسبب عدم احتواء الأهل لتلك المشاعر وفتح المجال لهم بالتعبير عنها سواء بتجريحهم لهم ولقول لهم على سبيل المثال أن تلك المشاعر خاطئة وتافهة وعدم أخذ الموضوع بمحمل الجد؛لذلك يلجأ المراهق بتفريغ تلك العواطف بشكل خاطئ وربما يصل له الأمر بالانجذاب إلى أصدقاء السوء ومعرفة ما يحيط بهم وأي شعور لم يلبى لديهم سيقوموا بالحصول عليه والوقوع بأي علاقة تلبي حاجاتهم سواء العاطفية او الجنسية.
وبعد التعرف على بعض المشاكل التي يمر بها المراهق أود أن أطلعكم ببعض الطرق في التعامل معهم لكسب هذه الفئة العمرية التي هي تعتبر مفتاح لحياته في المستقبل
- إشعار المراهق بالحب والاهتمام والاحتواء قدر المستطاع وعدم المبالغة بذلك والاعتدال به لنفتح له المجال في الاعتماد على نفسه وتحمل المسؤولية وصلابته.
- مشاركة المراهق اهتماماته وهواياته ليتمكن الاهل من فهم أولادهم وتسهيل التعامل معهم وفتح باب الصراحة والحوار بينهم بحيث يكونوا الملجأ الأول الذي يلجأون إليه بكل ما يتعرضون به.
- وضع حدود واضحة للأولاد ليسهل التعامل معهم وأن تكون الأمور صريحة وتحت قواعد لكي لا يحصل سوء فهم أو تشتت المراهق إذا كانت تلك القواعد غير ثابتة وغير واضحة.
-الصداقة: تعتبر الصداقة بين الآباء والأبناء مهمة في هذا العمر بحيث إذا استطعت كسب الابن الى طرفك وفتحت له باب الأمان في التعبير عما يدور من أفكار ومشاعر ومساعدته في ترتيبها وحل الأمور وتفهمها وأن نكون على دراية بكل ما يحصل من حوله وأن يكون بينهم ثقة متبادلة.
- أن يكون بين الآباء والأبناء حوار دائم ومناقشات وأخبار وأنشطة مشتركة بحيث إذ كانت العلاقة جيدة بينهم سيسهل عليك كمربي معرفة أمور قد يلجأ إليها المراهق مثلا أن أتحدث معه عن التدخين أو المخدرات والسماع منه ما رأيه بتلك القصص وأن يروي لي ما يدور بين الأصدقاء من أحاديث لأقوم بتقويم أفكاره وان انصحه بالوقت المناسب وأكون أنا الصديق المقرب له والملجأ الامن وان اعتمد أسلوب الحوار لا الانتقاد والتجريح والغضب وان اسمح له بالتعبير عن نفسه وعما يدور بداخله من أفكار وتجارب ..المراهق شخص شديد الحساسية وعنيد ومتهور ويريد أن يثبت ذاته وهذا ما يجعله يتصرف تصرفات متهورة وخطيرة إلى حد ما تهدد حياته كأن يشرب الكحول أو يدخن السجائر لذلك علينا كآباء أن نتعامل معهم بحذر
وبذكاء ليخرج منها بكل سلام.