حتى تتمكن من معرفة مشاعر الشخص الآخر وخاصة في مرحلة المراهقة لا بد أولا أن تعلم بأن هذه المرحلة متغيرة ومتبدلة وفيها الكثير من التقلبات المزاجية والعاطفية وفي بعض الأحيان ما نشكلة من تصورات لدينا وتفسيرات قد يكون السبب في فهم الأمور بطريقة محددة لأننا نريد ذلك. وعليه قبل أن أقدم أي معلومة عليك أن تتأكد من ما لديك من نظره للواقع وتبتعد عن أحلام اليقظة وتعلم بأن ما أقدم من معلومة قد لا تنطبق على الشخص المعني لوجود اختلافات وفروق فردية بطريقة التعبير عن المشاعر وخاصة مرحلة المراهقة.
كما لا بد أن تعلم أن مرحلة المراهقة المبكرة المشاعر فيها قد تكون وبدرجة كبيرة ذات أساس يعود للرعاية فشعورك بالحاجة للرعاية الخاصة يؤجج لديك مشاعر الحب ويجعلك تبحث عن أسباب تؤكد لك مشاعر الحب التي لديك, فطبيعة المرحلة العمرية في المراهقة المبكرة والتي هي من عمر 10-13 سنة تجعل من الحب غير ناضج وغير حقيقي ولا يقوم على أسس صحيحة وهو تابع وبدرجة كبير للتغيرات الشخصية والنفسية والعقلية ولا يمكن أن يكون في هذه المرحلة أمر يعول عليه, ومن هنا عليك أن تبحث في ذاتك ونسفك بطريقة حقيقة وتسأل نفسك هل فعلا ما أمر به من حالة شعورية هو حب أم هو مجرد إعجاب واستمتاع والإحساس بوجود توافق اجتماعي ووجود اعتبارات حسية وجسدية لطبيعة المرحلة العمرية والفترة الحرجة المتمثلة بالمراهقة.
لكن في المقابل ومهما كانت هذه المشاعر قد يظهر المراهقين بعض السلوكيات التي تدل على الانجذاب والتقبل والتعاطف وتتمثل في:
الرغبة في قضاء الوقت مع الطرف الآخر, في فترة المراهقة ولأن المشاعر تكون غير ناجة بدرجة كافية ولعدم فهم المراهق لما يجب أن يقوم به أو يفعله فالرغبة في التواجد مع الطرف الآخر تكون أهم فعل وسلوك دال الحب, التواجد مع الطرف الآخر في فترة المراهقة سبب في تبادل الأفكار والمشاعر وسبب في تقوية الروابط وفي القوت الحالي قد يكون تقرب الطرف الآخر معك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي دلالة على الحب والانجذاب.
مشاركة الاهتمام قد يكون من علامات الانجذاب في فترة المراهقة, في كثير من الأحيان يلجأ المراهق للتعبير عن ما لديه من حب واهتمام وانجذاب عن طريق مشاركة الاهتمام فهو يرى أن الشخص الآخر مهم له لدرجة مشاركته له الاهتمامات والميول ليشعر بالسعادة والقرب والفرح.
الاهتمام برأي وحكم الطرف المقابل, عندما يكون الشخص المقابل مهتم بما لديك من حكم ورأي بما يتعلق به من أمر وصفات وتصرفات يمكن القول بأنه يكن الحب والانجذاب, حيث إن المراهق يستمد الثقة بالنفس وتقدير الذات غالبًا من الأشخاص الذين يكن لهم الحب ويؤثرون عليه بطريقة كبيرة بنظرته لنفسه, وهنا يمكن ملاحظة ردود الأفعال على الأحكام السلبية التي تصدر المتعلقة بالمظهر والسلوك والتصرف, فكلما كانت هذه الأحكام السلبية ذات أثر أكبر على الطرف الآخر كلما كان يكن الحب الأكبر لأن الأحكام السلبية قد تكون سبب في شعوره بالخوف بفقدان مشاعر الحب والابتعاد.
السؤال الدائم والمتواصل؛ نتيجة الشعور بالرغبة في التواجد بالقرب منك قد يلجأ الطرف الآخر للسؤال عنك وبشكل متواصل خلال اليوم دون فوارق وقتية طويلة قد يكون الشعور بالراعية أمر مطلوب وملح يجعل من السؤال المتواصل والتحدث في أمور مختلفة للشعور بالقرب علامة على الانجذاب.
الاهتمام بما لديك من مشاعر والتعاطف بطريقة كبيرة لدرجة تقمص الحالة الشخصية والعيش فيها من أهم الإشارات التي يمكن من خلالها معرفة محبة الآخر لك وخلال فترة المراهقة المبكرة تقمس ما تمر به من ظروف ومشاعر ومحاولة عيشها تمامًا, فالطبيعة التكوينية للمرحلة العمرية سبب في عدم قدرة المراهق على فصل نفسه بالقدر المعقول عن الطرف الآخر المحب له, وبالتالي فهو ينظر لأمورك وظروفك الخاصة على أنها ظروفه هي الخاصة.
وهنا لا بد أن أنبه أنه هذه العلامات هي تمامًا التي قد تتواجد ما بين الأصدقاء في مرحلة المراهقة ولا يمكن التفريق بينها بطريقة واضحة فالأصدقاء تصدر عنهم هذه التصرفات وذلك لأن الأساس في الحب في فترة المراهقة والصداقة واحد وهو الشعور بالرعاية العاطفية والجسدية والاجتماعية, وعليه لا بد من النظر للواقع والبحث عن الحقيقة ومحاولة التفريق قدر الإمكان ما بين الحب والصداقة وهذا الأمر يعتمد وبشكل كبير على طلب المشورة والدعم من قبل الأهل أو أحد الموثوقين بالنسبة لك من العائلة.