لم يثبت أنه كان هناك صديقة معينة لخديجة - رضي الله عنها - كانت تريد الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الذي ثبت هو أن صديقه أنه كانت صديقة لخديجة واسمها نفيسة هي التي ذهبت للنبي صلى الله عليه وسلم تخطبه لخديجة وتعرض عليه الزواج من خديجة رضي الله عنها فوافق صلى الله عليه وسلم.
- وكان قد تقدم لخديجة رضي الله عنها كبار وسادة وأغنياء قريش ولكنها رفضت الزواج منهم، ولكن الذي جعلها تقبل الزواج برسول الله صلى الله عليه وسلم بل وتُعرض نفسها عليه عدة أسباب منها:
1- حيث كان لخديجة رضي الله عنها مال كثير قد شغلته في التجارة فكانت ترسل رجالا من قومها ليتجروا لها في الشام واليمن وحين سمعت بصدق محمد وأمانته أرسلته مع غلامها ميسرة ليتجر لها ثم حين عادا من الرحلة وسمعت من غلامها ميسرة ما كان من أمر محمد بن عبد الله وما قاله عنه الرهب بحيرا وذكر لها عجائب ما رأى منه خلال رحلته معه وكيف أن الغمامة كانت تتبعهُ حيثما مضى لتظّلهُ أُعجبت به خديجة وأحبت الزواج به فأسرّت ذلك إلى صديقتها نفيسة أخت الصحابي يعلى بن أمية وقالت لها أنها ترى في محمد بن عبد الله ما لا تراه في سائر الرجال!!!
2- كذلك كان من أسباب رغبة خديجة بنت خويلد بالزواج من رسول الله وإنها بسبب ما سمعت عنه من غلامها ميسرة ومن حديث الرهبان عنه تجزم بفؤادها أنه نبي هذه الأمة ففهمت صديقتها المقرّبة نفيسة ما ترمي إليه خديجة من رغبتها في الزواج منه فقالت لها أنها إن أذنت لها فستدبّر لها الأمر.
- وتقول نفيسة: فأرسلتني إليه خديجة دسيسا أعرض عليه نكاحها فَقَبِل".
-وهكذا تزوجت السيدة خديجة من رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته بخمسة عشر عاما وكان في الخامسة والعشرين من عمره وهي في الأربعين فأحاطته بكل الحب والعناية والرعاية والعطف والحنان، وأحبها رسول الله حبا شديدا فكان الحب الذي بينهما أصدق حُب عرفه الإنسان فهي أول من تزوجها من النساء، وهي أول من آمنت به وبدعوته قبل أن يعرض الإسلام عليها، وهي التي أنفق مالها في سبيل هذا الدين، وهي التي أنجبت له الأولاد والبنات.
وقد حفظ النبي صلوات الله وسلامه عليه عهد خديجة وظلَّ وفيّاً لها ولذكراها الطيبة وظلَّ يُكرم صويحباتها ويرسل إليهن الهدايا ويقول أرسلوا هذه إلى فلانة فإنها من صويحبات خديجة وابعثوا بهذا إلى بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة وهو قمة الوفاء من زوج لزوجته المحبة المخلصة الودودة.
- ومن الأمثلة على وفاءه لخديجة رضي الله عنها:
1- قول عائشة: ما غِرتُ على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة،! وما رأيتُها،؛ ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثِر ذِكرَها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثُها في صدائق خديجة، فربما قلتُ له: كأنَّه لم يكن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجة،! فيقول: " (إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد"
2- قصة هالة: وهي بأن هالةُ بنت خويلد أختُ خديجة استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرَف استئذان خديجة، فارتاع لذلك، فقال: " (اللهم هالة)، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: فغِرتُ، فقلتُ: ما تَذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيرًا منها؟