ما هو السر الذي أفشته أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها وأدى إلى طلاقها من رسول الله صلى عليه وسلم

1 إجابات
profile/ياسمين-حسن-نمر
ياسمين حسن نمر
مرشدة نفسية وتربوية في الجامعة الاردنية (٢٠١٣-حالياً)
.
١٠ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
تعددت الروايات في هذا السر الذي أفشته أم المؤمنين «حفصة» وفي أسباب نزول سورة التحريم ومنها:

1- أن السيدة حفصة - رضي الله عنها- علمت أن النبي صل الله عليه وسلم قد خلا بالسيدة مارية رضي الله عنها في بيت السيدة حفصة، فبكت ابنة عمربن الخطاب مقهورة فاسترضها الرسول الكريم بأن حرم السيدة مارية على نفسه موصيا السيدة حفصة بالكتمان، ولكنها لم تستطع أن تكتم السر عن عائشة فكأنما أشعلت فيها النار ولجت عائشة - رضي الله عنها- في غيرتها والنساء يظاهرنها على النبي صل الله عليه وسلم، خاصة أن السيدة مارية قد حملت دونهن من رسول الله فترفق النبي بهن ما استطاع مقدرا بواعث هذا التظاهر لكنهن تمادين في اللجاج الى حد الشطط لطول ما أملى لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

2- قصة العسل ، كان النبي يمكث عند زينب بنت جحش - رضي الله عنها- ويشرب عندها عسلا، فاتفقت «عائشة» و«حفصة» أن من يدخل عليها رسول الله منهما أن تقول له: «إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير؟»، فدخل على السيدة حفصة فقالت له ذلك فقال: لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له وأمرها ألا تخبر أحدًا بذلك ولكنها أفشت السر. (المغافير: هو طعام حلو المذاق كريه الرائحة).

3- قصة الخلافة ، روي أن النبي -صل الله عليه وسلم- قد أسر إلى السيدة حفصة بأن من يتولى الخلافة من بعده أبي بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب، ولكنها أفشت السر إلى السيدة عائشة رضي الله عنها فطلقها رسول الله

 وقد وردت قصة إفشاء السر في سورة التحريم، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}.

بالاضافة الى ذلك ومن المثير للأهتمام القول أن سبب الطلاق، لم يرد ببيانه حديث صحيح ؛ إلا أن بعض أهل العلم ربطوا هذا الطلاق بالحادثة الشهيرة حينما أسر النبي صلى الله عليه وسلم حديثا إلى بعض أزواجه فأخبرت به صاحبتها.

ولعل في عدم إفصاح النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب طلاقه حفصة رضي الله عنها، وأن الرجل إذا طلق امرأته فلا ينبغي له أن يفشي سرها ، ولا أن يصفها بما تكره ، فإن ذلك يكون من الغيبة .