ما هي فوائد الذبح على الطريقة الإسلامية وهل بدء الغرب بإدراك هذه الفوائد

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
المسلم يؤمن أن الذبح وفق أحكام الشريعة الإسلامية وضوابطها فيه حكم ومصالح وليس عبثا ، فالله سبحانه حكيم عليم خبير ، لا يشرع شيئا عبثا سبحانه ، بل لا بد أن يكون فيه حكمة ومصلحة علمها من علمها وجهلها من جهلها .

وبعض الحكم تخفى على العباد خاصة في باب العبادات ، لكن باب المطعومات الحكم تظهر غالبا لأنها مبنية على حل الطيبات وتحريم الخبائث ، وقد يتأخر معرفة وجه الخبث فيه وهل  هو مادي جسدي أو نفسي روحي ، ولكن لا بد أن تحريم الله لطعام معين وإحلاله لآخر مبني على ما فيه مصلحة العباد في دينهم ودنياهم .

فمتى كان المأكول فيه ضرر على جسد العباد وصحتهم أو له تأثير على نفسهم وأخلاقهم جاء الشرع بالمنع منه ، ومتى كان لا ضرر فيه على دينهم أو دنياهم فالأصل أن يكون حلالا ، وهذا الأمر ينطبق على تحريم الميتة وما شابهها من الموقوذة والمتردية والنطيحة ، واشتراط الذبح أو النحر أو الخرق في الصيد بما يؤدي إلى سيلان الدم لحل الذبائح في المقابل .

وقد جاء العلم الحديث ليؤكد أي مصلحة في اشتراط الذبح أو النحر بطريقة تؤدي إلى خروج وتصفية دم الذبيحة خارج جسدها ، وأي ضرر على صحة الإنسان في بقاء الدم داخل الحيوان أو خلط لحمه مع دمه .

في دراسة أعدها الدكتور جواد الهدمي ( حاصل على  دكتوراه علوم الدواجن التطبيقية وأمراضها/ لندن  ، عضو هيئة علوم الدواجن العالمية WPSA/ لندن – لاهاي(هولندا) ، عضو وباحث مشارك/ الجمعية العلمية الطبية – جامعة هارفاد )  بعنوان ( الذبح في الإسلام وقاية للإنسان وغاية الرفق في الحيوان ) ، بين فيها صاحب الدراسة الفوائد الصحية المترتبة على الذبح ، وفي المقابل أي أضرار صحية في طرق القتل المعاصرة سواء بالصعق أو غيره ، كما عرج على بيان شبهة ان الذبح فيه تعذيب للحيوان وفند هذه الشبهة وبين ان الذبح أسرع طريق إزهاق روح الحيوان وأخفها عليه .

ومما جاء في الدراسة :
" ...  ثبت علميا وبشكل مؤكد أن جسم الميتة في الحيوانات يحتبس فيه الدم وسمومه، وقد يتخلل جميع الأنسجة اللحمية، وتبدأ السموم عملها في كل خلايا الجسم، فتكتسب الميتة اللون الداكن، وتمتلئ الأوردة السطحية بالدماء، وتتوقف الدورة الدموية دون أن يتسرب حتى ولو قدر ضئيل من تلك الدماء إلى خارج الجسم، وتصبح بذلك الميتة كلها بؤرة فاسدة للأمراض، ومجمعا خبيثا للميكروبات...

...فإذا كان الحيوان مريضا فإن الميكروبات تتكاثر عادة في دمه، لأنها تستعمله كوسيلة للانتقال من عضو إلى آخر، كما أن إفرازات الميكروب وسمياته تنتقل عن طريق الدم أيضا، وهنا يكمن الخطر..لأنه إذا شرب الإنسان الدم فستنتقل إليه كل هذه الميكروبات وإفرازاتها، وتتسبب في أمراض كثيرة مثل ارتفاع البولينا في الدم، مما يهدد بحدوث فشل كلوي أو ارتفاع نسبة الأمونيا في الدم وحدوث غيبوبة كبدية.. وكثير من الجراثيم التي يحملها الدم تحدث في المعدة والأمعاء تهيجا في الأغشية، مما يسبب أمراضا كثيرة لكل هذه الأسباب حتم الإسلام الذبح الشرعي الذي يقتضي تصفية دم الحيوان بعد ذبحه وكذا حرم الله شرب الدم أو دخوله بأي شكل من الأشكال إلى الغذاء الآدمي، ..

...  إذا كان الهدف هو التخلص من الجزء الاكبر من دم الذبيحة فمن المعروف أن هذا الدم يسير في دائرة مغلقة في الجسم هي الدورة الدموية , وحتى يتم التخلص منه لا بد اذا من قطع الاوردة والشرايين لكي يسمح للدم بالخروج. ولهذا فانتشار تلك الاوردة وخصوصا القريب منها من سطح الجلد هي ضرورة أكيدة وأساسية لعملية النزف. ومن هنا فكبر حجم الاوردة الممكن قطعها وزيادة عددها تعني بالضرورة الكمية الكبرى من الدم الممكن التخلص منها في الجسم ...

... إن عملية الذبح الصحيحة (الحلال) تحدث نزفا سريعا من الوهلة الاولى لعملية القطع وحتى توقف القلب عن النشاط وبالتالي فان فترة النزف تكون طويلة نسبيا مع نشاط القلب مما يتيح فرصة أكبر للتخلص من الكمية الكبرى للدم. وعكس ذلك ينتج مع إحداث الصدمة الكهربائية ففترة النزف تكون أقل مع ضعف نشاط القلب أو توقفه سريعا مع احتمال حدوث تفجر داخلي للاوردة والشرايين والشعيرات الدموية اي نزف داخلي وخروج الدم من مسار الدورة الدموية الطبيعية حيث تتسبب الصدمة في حدوث ما يسمى ب neurogenic shock بسبب تأثر النظام العصبي بها ... ".

أما مسالة هل بدأ الغرب يدرك هذه الفوائد ، فليس هناك شيء واضح بهذا الاتجاه ، حيث إنهم في الغالب ما  زالوا يعتمدون على صعق الحيوان وتخديره قبل ذبحه أو القتل بالصعق فقط ، وبعض المناطق في أوروبا تحرم الذبح على الطريقة الإسلامية .

والله اعلم

للاطلاع على الدراسة اضغط على هذا الرابط