ما هي فائدة شجر اللوز في الطبيعة وما هي أفضل الأماكن لزراعته

"وحدها شجرة اللوز تتسيّد ربيع البلاد، ملكة بلا منازع، لا أحد يجرؤ من جيرانها الشجر، حتى بحر البلد يغار من شجر اللوز في الربيع، والزبد أيضًا يغار، ينّور اللوز، يسرق قلوبنا ثم يزيد، يتملكها يثمره الهش المراوغ، لاذع وسكر. لا ننتظر تخشبه، نمد أيدينا إلى القطوف القريبة، نتسلق الأغصان فنحصل على ما نريد" -رضوى عاشور

شجر اللوز يا شجر اللوز، لشجر اللوز وقع خاص في قلبي، أشعر بأن اسمه رنان، يأخذك فوراً إلى عالم أبيض كأنه ثلج الشتاء، وإذا به بياض زهر اللوز، يزيّن الأماكن والبلاد، فينعش العباد.

أسرني السؤال يا عزيزي، فها أنا الآن أتحدث عما أحب، فشجر اللوز آية أبدعها الخالق ووضع فيها كل صنوف الجمال، نبدأ من نوّارها الأبيض الذي يظهر في شهر شباط حاملاً معه كل الجمال، فاللون أبيضٌ يتوسطه مزيج من ألوان القرميدي والأحمر، تتوسط العروق والأوراق الخضراء، وإذا كنا نتحدث عن فائدة شجر اللوز في الطبيعة فسيكون هذا الجمال في مقدمتها.

ولا يلبث الواحد منا أن يستمتع بجمال النوار، وإذا بها الأثمار ناضجة وهو الذي انتظرها من السنة إلى السنة، فلموسم ثمار اللوز الخضراء اللينة وقع خاص في قلب كل واحد منا، التسلق على الأشجار وتناول الثمرة من الشجرة فور قطفها، ثم بيع ما يزيد عن حاجتنا والاستفادة المادية منها.

فضلاً عن طعمها الشهي وهي خضراء طازجة، فحتى عندما تجف وتصبح بنية خشبية قاسية، نستمتع بطعمها. أو تُحوَّل إلى مكسرات محمصة وتؤكل نية غير محمصة ونستخدمها كزينة لأطباق الطعام.

أحببت تذكيرك كم أن هذه الشجرة صديقة قريبة منا، ومهمة جداً لنا، قبل أن أنتقل إلى الفوائد الأخرى لها، أما فوائدها الأخرى، فضلاً عن جمالها الفتّان، ومذاقها الأخّاذ، يكمن في كونها:

· يعد اللوز غني بالكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وفيتامين هـ، بالتالي يساعد على تقوية العظام وخفض ضغط الدم.

· يساعد على خفض الكوليسترول وذلك لاحتوائه على أحماض أمينية غير مشبعة.

· يعمل على موازنة السكر في الجسم ويخفف الحرقة.

· يحسّن المزاج ويهدّئ النّفس.

· ينصح بتناوله بجميع حالاته خاصة اللوز النيء قبل التحميص لمن هم مصابون بالسرطان، حيث يخفف من انتشار السرطان في الجسم.

· كما لزيت اللوز فوائد، إذ يدخل في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، حيث يخفف من التجاعيد والندوب كما يعيد رطوبة ومرونة الجلد.

· يدخل في صناعة الحلويات والسكاكر، إضافة إلى كون رائحته جميلة إذ يدخل في صناعة العطور والروائح العطرية المختلة.

ما هي البيئة المناسبة لزراعة اللوز؟

يعتبر اللوز محب للضوء ولا يتحمل العتمة، وأشجار اللوز بشكل عام تتكيف مع أغلب البيئات ويمكن زراعتها في البيئات الوعرة قليلة الرطوبة، فهي تتحمل الحرارة وتتكيف مع الجفاف، إذ أن احتياجها للماء قليل. إلا أنها لا تفضل المناخ شديد البرودة، إنما تميل إلى المناخ المعتدل في البيئات النصف استوائية. كما يعود تحملها للجفاف إلى قدرتها على تنظيم التوزان المائي، حيث يتساقط جزء من أوراقها خلال الحر الشديد، وإلى عمق جذورها وقوة نموها.

وعلى عكس تحملها للجفاف، فأشجار اللوز عدوّ للرطوبة الشديدة خاصة في مرحلتي الأزهار والثمار، فقد يصيبها بالعفن المبكر أو يقلل حدوث عمليتي التلقيح والإخصاب، ومن جهة الثمار فقد يؤثر على نوعية الإنتاج.

أما عن تربة اللوز المحببة، فهي لا تشترط الكثير في تربتها ويمكنها التعايش والتأقلم والنضج في تربة فقيرة، ولكن إذا أردت إنتاج أعلى فيمكنك اختيار تربة دبالية طينية أو رملية.

وأختم إجابتي لك بكلمات الشاعر الكبير محمود درويش، الذي يقول فيها: 

"لوصفِ زهرِ اللوز تلزمني زياراتٌ إلى الَّلاوعي ترشدني إلى أسماءِ عاطفةٍ معلقةٍ على الجدران. ما اسمه؟ ما اسمُ هذا الشيء في شعريةِ الَّلاشيء؟ يلزمني اختراقُ الجاذبيةِ والكلام، لكي أحسَّ بخفةِ الكلماتْ حين تصير طيفاً هامساً فأكونها وتكونني شفافةً بيضاء"!