تعريف التواضع :التواضع خلق عظيم حثت عليه الشريعة جدا وجعلته من صفات المؤمنين وذمت من خالفه وتكبر و جعلت ذلك من الكبائر .
قال الراغب الأصفهاني (التواضع رضا الإنسان بمنزلة دون ما يستحقُّه فضله ومنزلته. وهو وسطٌ بين الكِبْر والضِّعَة، فالضِّعَة: وضع الإنسان نفسه مكانًا يزري به بتضييع حقِّه. والكِبْر: رفع نفسه فوق قدره ) ( الذريعة إلى مكارم الشريعة )
كيف حث القران على هذا الخلق : حث القران عليه بطريقتين :
الأولى : الثناء على المتواضعين الخافضين جناحهم لإخوانهم وجعل ذلك من أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام وأمره بذلك ، ومما ورد في ذلك من آيات :
= قال الله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا [الفرقان: 63]، قال ابن القيِّم: (أي: سكينة ووقارًا، متواضعين غير أشرين ولا مَرِحين ولا متكبِّرين)
- و قال تعالى : (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الحجر: 88].، وقال تعالى ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الشُّعراء: 215] .
قال القرطبيُّ: (أي: أَلِن جانبك لمن آمن بك، وتواضعْ لهم) .
- وقال تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [المائدة: 54 ].
قال ابن كثير: (هذه صفات المؤمنين الكُمَّل أن يكون أحدهم متواضعًا لأخيه ووليِّه، متعزِّزًا على خصمه وعدوِّه، كما قال تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ (الفتح: 29)
الطريق الثاني : بذم الخيلاء والكبر والمتكبرين والعالين في الأرض وجعل ذلك من صفات المجرمين الذين يبغضهم الله تعالى ، ومما ورد في هذا المعنى من الآيات :
- قال سبحانه: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص: 83].
قال ابن كثير: (يخبر تعالى أنَّ الدَّار الآخرة ونعيمها المقيم الذي لا يحول ولا يزول، جعلها لعباده المؤمنين المتواضعين لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ، أي: ترفُّعًا على خلق الله وتعاظمًا عليهم وتجبُّرًا بهم، ولا فسادًا فيهم).
- قال تعالى ( ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) ( الإسراء ، 37 ) .
- وقال تعالى ( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ) ( لقمان، 18 )
- وقال تعالى ( إن الله لا يحب من كان مختالا فخور ا ) ( النساء ، 36)
- وقال تعالى ( وإن لفرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين ) ( يونس ، 83 )
صفات المؤمن المتواضع : 1. لا يرى لنفسه فضلا على غيره لنعمة أنعمها الله عليه
2. عدم التعالي على الناس في الحديث معهم:
3. عدم الثناء على النفس لغير حاجة:، كما قال تعالى: ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم: 32].
4. الإقرار بالخطأ وعدم أخذ العزة بالإثم، قال النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل عن الكبر، قال: (بَطَرُ الحق وغَمْطُ الناس)؛ (رواه مسلم).
وسُئل الفضيل بن عياض عن التواضع، فقال: أن يخضع للحق، وينقاد له، ويقبله مما قاله.
5. معاشرة الناس صغيرهم وكبيرهم غنيهم وفقيرهم ،بالسلام عليهم والبش في وجههم وقبول دعوتهم .
والله أعلم
المصادر :
- موقع الدرر السنية : https://www.dorar.net/akhlaq/317/
=شبكة الألوكة ::
https://www.alukah.net/sharia/0/115189/#ixzz6ft6o4gIe