يكون الغضب محمودًا عندما يكون الهدف منه إحقاق الحق وتحقيق العدالة وفي الوقت الحالي ونتيجة الظلم العظيم لذي قد يمر به الكثر من الناس فالغضب الذي نطالب من خلاله بالحق هو غضب محمود (الغضب من أجل الأسرى).
كما أن الغضب الذي ندافع فيه عن قيمنا ومبادئنا وعقائدنا فهو محمود لأن هذا الغضب سبب في الحفاظ على الهوية العامة التي تعد مرجعية من مراجع تكويننا المجتمعي (الغضب اتجاه الثقافات الدخيلة).
وأرى أن الغضب للدفاع عن الحقوق المختلفة مثل حقوق الأطفال والفقراء والنساء في الدول المختلفة أمر يمكن ولا بد منه، لا يعني الغضب أن نلجأ للعنف وللقتال، أصبحنا اليوم قادرين على أن نجعل الغضب مسلح بسلاح ثقافي معرفي، فكما أصبح العزو ثقافي يمكن أنه نغضب ونقابله بثقافة أيضًا، فقول الحق تعبير عن الغضب. والعمل وإنشاء المؤسسات التي تعيد الحقوق لأصحابها نوع من أنواع الغضب (الغضب من أجل أطفال الشوارع والنساء المعنفات).
وعلى الصعيد النفسي يمكن القول بأن الغضب يكون محمودًا عندما نهدف من خلاله إلى المحافظة على الصحة النفسية، فالغضب في المواقف التي نشعر فيها بالضغط الشديد ونكون غير قادرين على التصرف بطريقة معينة يكون الغضب الوسيلة الدفاعية التي تشعرنا بالراحة ولو لوقت قصير ومؤقت حيث نوفر لأنفسنا حماية ذاتية من الانهيارات العصبية والعقلية.
والغضب محمود عندما نستخدمه كوسيلة لدرء الخطر عنا، حيث أنه وفي حالات كثيرة إذا حافظنا على الهدوء ولم نظهر الغضب اللازم سيكون الطرف المقابل لنا أكثر جرأة للتطاول علينا وقادر على إذاءنا (الغضب لوقف التنمر).