ما هي الأدلة على تواتر القرآن الكريم

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية (٢٠١٢-٢٠١٦)
.
٢٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
في البداية دعني أنقل لك معنى التواتر اصطلاحاً كما هو متعارف عليه عند العلماء، فالتواتر، هو إخبار جمع، أو نقل جمع يستحيل عادة تواطؤهم على الكذب طبقة بعد طبقة إلى أن يصل إلى المخبر به ليفيد العلم اليقيني كنقل القرآن الكريم.

وعلى هذا فإن القرآن الكريم من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يومنا هذا نقل جيلاً عن جيل، يستحيل تواطؤهم على الكذب، وهذا ينطبق على القراءات العشر جميعها.

وأدلة ذلك على النحو الآتي:

أولاً: اجتماع السلف على هذا يعد دليلاً، لأنه يستحيل أن يجتمع العلماء من مختلف المذاهب على أمر باطل.

ثانياً: اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين بتواتر القرآن الكريم وتواتر قراءاته، وذلك واضح لمن يتطلع على منهج الصحابة بتمعن.

هذا وعلينا أن لا ننسى، أن الله سبحانه تعهد بحفظ القرآن الكريم إلى يوم القيامة، وذلك في قوله عز وجل: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" سورة الحجر/ 9. وهذا الحفظ يقتضي أن تنقله الأجيال اللاحقة عن السابقة، وهذا ما يحدث حتى وقتنا الحالي، وحتى قيام الساعة.

وتواتر القرآن، يتضمن نقله لفظاً وكيفية للأداء، وطريقة نطق الكلمات والحرف بطريقة الرواية من حيث التفخيم والترقيق، وكما قال ابن الجزري: القراءات العشر متواترة فرشا وأصولاً حال اجتماعهم وافتراقهم. والمقصود بالفرش الكلمات المفردة التي لا تدخل تحت قاعدة عامة..... مثل "يخادعون" و"يكذبون.

وقال مكي بن أبي طالب: كان الناس على رأس المئتين بالبصرة (200 هـ) على قراءة أبي عمرو ويعقوب، وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، وبالشام على قراءة ابن عامر، وبمكة على قراءة ابن كثير، وبالمدينة على قراءة نافع. واستمروا على ذلك. فلما كان على رأس الثلاثمئة (300 هـ)، أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب. قال: والسبب في الاقتصار على السبعة –مع أن في أئمة القراء من هو أجل منهم قدراً، ومثلهم أكثر من عددهم– أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيراً جداً. فلما تقاصرت الهمم، اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به. فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة، وطول العمر في ملازمة القراءة، والاتفاق على الأخذ عنه، فأفردوا من كل مصر إماما واحداً. ولم يتركوا مع ذلك نقل ما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به، كقراءة يعقوب وعاصم الجحدري وأبي جعفر وشيبة وغيرهم، وهذا سبب اقتصار القراءات على سبع فقط.

 

المصادر

إسلام ويب

بحث في القراءات السبع