- إن أهم دليل عقلي على استحالة تحريف القرآن الكريم هو حفظ هذا القرآن في الصدور، فنجد منذ تنزل القرآن الكريم سارع إلى حفظه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده وتوارثوا حفظه جيلاً بعد جيل بالتواتر، حتى أن تجد الإمام عندما يخطئ في القراءة يتسارع إلى الفتح عليه الصغار قبل الكبار، فتوافق العقل مع النقل على استحالة تحريف كتاب الله تعالى وأنه محفوظ من التحريف والتبديل.
- ومن الأدلة العقلية كذلك: أن الله تعالى تحدى الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو بآية واحدة، فلم يستطيعوا، ولن يستطيعوا حتى قيام الساعة.
- قال الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) سورة فصلت (41-42)
- قال الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) سورة الحجر: 9
- فقد تكفل الله تعالى بحفظ كتابه، بستة تأكيدات بقوله تعالى:
1- إنا: هذا تأكيد
2- نحن: وهذا تأكيد
3- نزلنا: وهذا تأكيد
4- وإنا مرة ثانية: وهذا تأكيد
5- له: وهذا تأكيد
6- لحافظون : وهذا تأكيد
- فهذه النصوص تثبت أن القرآن الكريم محفوظ من شياطين الإنس والجن من أن يعبثوا به وفي ألفاظه ومعانيه.
- فالقرآن الكريم محفوظ من التحريف والتزييف والنقص أو الزيادة والتبديل والتغيير أو حتى الخطأ الإملائي - فهو محفوظ في السطور وفي الصدور، وفي اللوح المحفوظ. والقرآن منقول إلينا بالتواتر فالنسخ التي بين أيدينا اليوم هي نفسها التي أنزلها الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الوحي جبريل عليه الصلاة والسلام.
- وفي هذا الموضوع يقول شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله تعالى --: وَالْقُرْآنُ الْمَنْقُولُ بِالتَّوَاتُرِ لَمْ يَكُنْ الِاعْتِمَادُ فِي نَقْلِهِ عَلَى نُسَخِ الْمَصَاحِفِ، بَلْ الِاعْتِمَادُ عَلَى حِفْظِ أَهْلِ التَّوَاتُرِ لَهُ فِي صُدُورِهِم؛ وَلِهَذَا إِذَا وُجِدَ مُصْحَفٌ يُخَالِفُ حِفْظَ النَّاسِ أَصْلَحُوهُ، وَقَدْ يَكُونُ فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمَصَاحِفِ غَلَطٌ، فَلَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ مَعَ أَنَّ الْمَصَاحِفَ الَّتِي كَتَبَهَا الصَّحَابَةُ قَدْ قَيَّدَ النَّاسُ صُورَةَ الْخَطِّ وَرَسْمَهُ، وَصَارَ ذَلِكَ أَيْضًا مَنْقُولًا بِالتَّوَاتُرِ، فَنَقَلُوا بِالتَّوَاتُرِ لَفْظَ الْقُرْآنِ حِفْظًا، وَنَقَلُوا رَسْمَ الْمَصَاحِفِ أَيْضًا بِالتَّوَاتُرِ.
- وعليه: فقد أجمع أهل العلم على أنه من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، ومن قال قولاً يفضي إلى تضليل الأمة فهو كافر.