ما هي الآيات التي تحدثت عن ملك اليمين في القرآن الكريم

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٦ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الايات التي تحدثت عن ملك اليمين في القران عديدة ، ويمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسين : 

1.       النوع الأول : الآيات التي تناولت ملك اليمين مباشرة وكان المقصود منها علاج بعض القضايا والأحكام التي تتعلق بملك اليمين بيعا ومعاملة وعقوبة وغير ذلك ،ومنها : 
أ‌.         قال تعالى في سورة النور (آية33) " والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا " ، وهذه الآية تناولت حكم طلب العبد او الأمة المكاتبة والتي تعني طلب شراء حريته مقابل مبلغ ممن المال يتفق عليه مع سيده ، وظاهر الآية الوجوب وهو قول بعض العلماء وأكثرهم على استحباب إجابة طلبه ، كما طلبت الآية أن يضعوا عنهم (يخفضوا ) قسطا من مال المكاتبة مساعدة لهم وعونا على شراء حريتهم ، وحرمت الآية ما كان يفعله أهل الجاهلية من إكراه الإماء على العمل في البغاء والفاحشة لتحصيل المال .
ب‌.     قال تعالى في سورة المؤمنون ( آية 5-6) " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين "، وهذه الآية بينت أن حكم الأمة هو حكم الزوجة  في جواز المعاشرة بالنسبة لمن هي في ملكه ، وإن كان لهذا الحكم شروط وتفاصيل ليس هذا موضعه .
ت‌.     قال تعالى في سورة النساء (آية24) " والمحصنات من النساء إلا ملكت أيمانكم " ،  والآية كسابقتها تتعلق بحكم معاشرة الأمة ، وتبين أن زواجها الأمة السابق ينفسخ إذا ضرب عليها الرق.
ث‌.     قال تعالى في سورة النساء (آية25) " ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم .. - إلى قوله-  وآتوهن أجورهن بالمعروف " ، وهذه الآية تبين حرمة زواج المسلم من الأمة إلا بشرط عجزه عن زواج الحرة  ، وبينت أنها تستحق المهر واشترطت أن تكون عفيفة.
ج‌.      وقال تعالي في آخر الآية السابقة " فإن أتين بفاحشة فعليهن نفس ما على المحصنات من العذاب " ، وهذا الآية تبين أن عقوبة الأمة الزانية هي نصف عقوبة الحرة فإنها تجلد 50 جلدة فقط ، وجعل الفقهاء هذه الآية قاعدة عامة في تنصيف إقامة الحدود التي قد تجب على ملك اليمين مطلقا .

النوع الثاني : الآيات التي جرى فيها ذكر اليمين عرضا لمقصد آخر ولم يكن المقصد منها معاجلة حكم يختص بملك اليمين ، وهذا النوع من الآيات يوجد عند الحديث عن الكفارات على وجه الخصوص ، مثل:
- كفارة اليمين لما قال تعالى " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم .. - إلى قوله -  فكفارته إطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم أو تحرير رقبة"
- وقوله تعالى في كفارة  القتل الخطأ " ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة .." ،     - وقوله تعالى في كفارة الظهار " والذي يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا       فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا . ".

فالرقبة في كل ما ذكر من الآيات هي ملك اليمين ن وقد فتح الله باب تحرير الرقاب بجعله تحرير الرقبة كفارة لكثير من المخالفات التي قد يقع فيها العبد ، وهذا يدل على تشوف الشارع إلى تحرير الرقاب .

ومما يدل على ذلك أيضا أنه سبحانه جعل تحرير الرقاب من مصارف الزكاة لما قال تعالي في سورة التوبة  (آية 60) " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل " .

وأنبهك أخيرا إلى أمرين :

1.       أن الغالب في الآيات التي تناولت موضوع ملك اليمين ان تكون في السور المدنية 
2.       أن الإسلام جاء والرق معروف في العالم فأقره الله سبحانه ولكنه نظمه وهذبه ، وجعل له بابا واحدا وهو ضرب الرق على الأسير بشروط ، وفي المقابل فتح أبوابا كثيرة لتحرير الرقيق تمت الإشارة إلى بعضها في الجواب اعلاه ، وهذا الرق وإمكانية ضرب الرق على الأسير له حكم واعتبارات لا يسع المقام لتفصيلها ، ولكن لا يجوز النظر بعين عوراء وادعاء أن الإسلام يدعو إلى ضرب الرق على الناس .
والله أعلم