ما هو حكم من تأتيتها في الصلاة وساوس جنسية وما هو الحل لذلك

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إن رأي جمهور أهل العلم من الفقهاء: إذا خطرت الوساوس أو التخيلات الجنسية من غير قصد منك فلا إثم عليك، وصلاتك صحيحة ما دمت تأتي بأركانها وواجباتها فإنه لا يؤثر على صحتها.

- ولكن هل يعقل للمسلم الذي يقف بين يدي الله تعالى أن يفكر بالشهوة ويتخيلها؟! فالأصل عدم التفكير في هذه الأمور المحرمة بل إن بعض أهل العلم عد التفكير في المحرمات محرما إضافة إلى أن الاسترسال معه والإدمان عليه قد يؤدي إلى الوقوع فيما حرم الله تعالى.

 - والتخيل الجنسي إذا كان من غير قصد فهو من الأمور المعفي عنها، فقد ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعمَلُوا بِهِ) متفق عليه.

- وحديث النفس: فمعفو عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه.

والتخيلات الجنسية
تدخل في دائرة حديث النفس المعفو عنها بنص الحديث السابق والله أعلم.

ولكن كرهه بعض العلماء للأسباب التالية:

1. أن كثرة التخيلات تًعد اضطراباً نفسياً، بحيث لا يستمتع المرء حتى بزوجته الحلال إلا من خلال التخيل الجنسي مع أخرى!!

2. إن من باب سد الذرائع لأن كثرة التخيلات تؤدي بالمرء أن يسعى في طلب الشيء الذي يتخيله، وتعتاد عينه على رؤية المحرمات ويسعى إلى الحصول إليها، وتصبح جزءاً من حياته

3. ضعف الشهوة عند الزوجين وعدم رغبة كلا منهما بالآخر.

 وعليه: فحكم صلاة من جاءه وسواس أثناء الصلاة: أن صلاته صحيحة إذا تمت بأركانها وشروطها، فلا تبطل ولكن يضعف أجرها وثوابها.

- وعلى المسلم أن يقبل على الصلاة بطمأنينة وسكينة وبأنه بعد لحظات سيقف بين يدي الله تعالى، وأن سيتصل برب العالمين.

- فلو أحدنا أراد أن يتصل بشخص هام من البشر كمدير شركة أو مسؤول في الدولة لحسب ألف حساب لهذا الاتصال! كيف سيتكلم وكيف سيختار الكلام المحبب لذلك الشخص، ويحرص أشد الحرص على أن يأخذ ذلك المسؤول إنطباع ممتاز عنه.

- فكيف إذا كان الذي ستتصل معه هو رب العالمين والذي بيده ملك السموات والأرض؟! فالأصل أن تترك الدنيا والتفكير فيها قبل دخولك للصلاة.

- ويجب عليك أن تعلمي أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، وهي صلة العبد بربه وكانت آخر وصية لرسولنا الكريم وهو في سكرات الموت (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم).
قال الله تعالى في وصف المؤمنين: (الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) سورة الأنفال 3.

وإقامة الصلاة تشتمل على ثلاثة جوانب:
الجانب الأول: قبل الصلاة (شروط صحة الصلاة).

الجانب الثاني: أثناء الصلاة (الخشوع والتدبر).

الجانب الثالث: بعد الصلاة (أثر الصلاة في الحياة والتعامل مع الناس)

وقد وصف الله المؤمنون بقوله: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) فجعل الخشوع في الصلاة علامة من علامات الإيمان والتقوى.

ومن الأمور المعينة على الخشوع ما يلي:
  • أن تتذكري أنك واقفة بين يدي الله تبارك وتعالى.
  • التدبر في معاني الآيات والذكر أثناء الصلاة.
  • الصلاة في مكان بعيد عن الضوضاء والمزعجات.
  • عدم السرقة من الصلاة وهو الالتفات إلى غير مكان السجود. 
  • استحضار الكعبة أمامك، والجنة عن يمينك، والنار عن شمالك، وملك الموت خلفك ينتظر قبض روحك.
  • أن تكون الصلاة صلاة مودع: يعني استحضار أن هذه الصلاة هي آخر صلاة لك في الدنيا.
  • غض البصر خارج الصلاة عن كل ما يثير التخيلات مثل الصور والمسلسلات وغيرها.
  • المداومة على الأذكار الشرعية، وخاصة تلك التي تقال قبل الجماع (الَّلهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيطَانَ مَا رَزَقتَنَا) متفق عليه.
  • التلذذ بالحلال وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم (وفي بضع أحدكم صدقة)
  • هل يرضى الزوج أو الزوجة أن أحدهما يتخيل شخصاً آخر أثناء العلاقة الحميمية!!!؟؟