حق (العلاقة الحميمة) بين الزوجين هو حق مشترك للزوج وللزوجة، لذلك جاء التوجيه النبوي في الحديث الصحيح: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه.
- وإشباع الرغبة الجنسية ضرورة للطرفين - خاصة في ظل هذا الانفتاح التكنولوجي ووسائل الاتصال الاجتماعي وكثرة المسلسلات والأفلام والعري والتبرج والاختلاط وغيرها من المفاسد الكثيرة.
- ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدنا امرأة في الطريق فأعجبته أن يأتي أهله ويقضي وطره وشهوته! فكيف يقضيها وهو بارد وخالٍ من الذكاء العاطفي.
- فطبيعة المرأة تحب الثناء والكلام الطيب والمديح والإحترام وأن يكون زوجها عبارة عن أب وأخ وأم وصديق وجار وحبيب لها وأن يعوضها عن الجميع.
- وحتى تستطيعي التغلب على هذه المشكلة أنصحك بالأمور التالية:
أولاً: عليك أن تدركي مشاكل زوجك في حياته أو في عمله أو عليه ديون، أو يواجه صعوبات في الحياة فإن هذا يؤثر على أدائه في حياته الخاصة المتعلقة بك، كذلك الرجل إذا كانت المرأة تقابله بالنقض اللاذع وتعيب عليه وتنتقصه في هذا الجانب فإن هذا أيضًا يدعو إلى المزيد من الفشل.
ثانياً: يقولون إذا عرف السبب بطل العجب، فعليك الاجتهاد في معرفة سبب هذا البرود، فقد يكون مرضاً عضوياً عند الزوج - وبهذه الحالة لا بد من إقناعه بالذهاب إلى طبيب ثقة مختص- وقد يكون السبب انشغاله عنك بعلاقة جديدة مع غيرك أو قد يكون السبب أنت بتقصيرك معه في هذا الجانب، وقد يكون سبب بروده أنه مربوط عنك عن طريق ساحر، وهذا الأمر قد حصل مع من أعرفهم حيث ارتبط عن زوجته مدة ثلاثة أشهر وتبين أن الذي ربطه هو أخو زوجته لأنه كان يتعامل مع السحرة بل ويمارس هذا الأمر.
ثالثاً: الرجل يحب المرأة المتجددة في التفنن في لباسها ورائحة عطرها وحركاتها وكلماتها الغزلية والرومنسية، فاحذري أن تهملي نفسك، بل تجلمين له وتعرضي له بمفاتنك وباشري القرب منه واحتضنيه في سرير نومك وداعبيه واستثيريه قولا وفعلا، وخاصة أيام العطل الأسبوعية. كذلك حاولي تغيير أمكنة أثاث البيت بين فترة وأخرى فهذا له دور في استعادة نفسية زوجك إلى سابق عهدها.
رابعاً: احذري من كثرة العتاب والشكوى كلما دخل زوجك البيت فهذا ينفره منك! لأن هذه الأمور التي لها آثار سلبية على نفسية الرجل، وتؤثر مباشرة على أدائه في هذه الوظيفة (العلاقة الحميمة).
خامساً: الطريق إلى قلب الرجل المطبخ، فحاولي التفنن في تحضير الطعام والشراب والآن أصبح هذا الأمر متاح فعن طريق كتب الطبخ والإنترنت تستطيعين أن تتفنني يومياً بالطبخ لزوجك وهذا سيجعله أسير بيد يديك!
سادساً: التفنن في تغيير الأوضاع - أثناء العلاقة الحميمة - وتختاري لها الوقت المناسب، وكذلك تشجعينه على محاولة التغيير طالما كان الأمر في صمام واحد.
سابعاً: اختاري من الطعام من يثير الشهوة لديه وتقويها وتعززها، كالأسماك، والبيض، والعسل، والمكسرات والجرجير.
ثامناً: الحوار الهادئ بأن تخبريه بأن الزواج هو عبارة عن إشباع للعواطف والشهوات التي تؤدي إلى سكن النفس وراحتها، وبطريقة حكيمة أشعرينه بحاجتك ومعاناتك التي قد تسبب ضيقا في النفس ونفورا نتيجة عدم شعورها بالسكن، وبأنك لا تطالبينه بالحد الأعلى، وإنما بالحد الأدنى الذي يحصن فرجك، ويغض بصرك، خاصة وأنه ما زال شابا.
تاسعاً: قد يكون برعليك بالصبر والمحافظة على بيتك، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ووساوسه وخواطره، وإياك أن تقعي فيما حرم الله عليك، فالشيطان يتحين فترات الضعف الإنساني لإيقاعه فيما يسخط الله.
عاشراً: من الأمور التي تقرب بين الزوجين زيادة صلتهما بالله تعالى فيزيد الله تعالى الصلة فيما بينهما!! فعليك أن تزيدي صلتك بالله تعالى، واشغلي نفسك في العبادات، وفي كل أمر مفيد، واجتهدي في تقوية إيمانك وإيمان زوجك من خلال الصوم مع بعض، أو قيام الليل ركعتين، توهب لك الحياة الطيبة بمقوماتها كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة النحل 97
الحادي عشر: حاولوا أن تخرجوا في رحلة أو سفر لوحدكما تجدون فيها الحياة الزوجية والمعاشرة الزوجية والحب بينكما.
الثاني عشر: من أهم الأمور التي تعيد لزوجك قوته ورغبته بالقرب منك هو الاستغفار، فعليكم أنت وزوجك أن تلزموا الاستغفار، فمن فوائد ذلك ذهاب الهموم، وزيادة القوة الحسية والمعنوية، والإمداد بالمال والبنين، كما قال نبي الله هود -عليه السلام- لقومه: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ}، وقال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا).
الثالث عشر: عليك بالدعاء فهو سر عجيب في عودة زوجك إلى ما كان عليه، فتضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وصلى الله تعالى أن يصلح زوجك وأن يلهمه رشده إن لم يكن مريضا، وإن كان مريضا أن يشفيه، وأكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول، رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).