ما هي أولى الشعوب التي عرفت القهوة وكيف انتشرت في جميع أنحاء العالم

"ومن مـتع الدنيا جلوسك خالياً وحيداً سوى من قهوة وكتاب"، وفقاً للأسطورة القديمة التي تخبرنا أن الصوفيّ اليمنيّ "غثول الشاذلي" سافر إلى إثيوبيا، ولاحظ أنه عند تناول الطيور للتوت يتغيّر نشاطها للأفضل، وفي رواية ثانية تقول أنّه: في القرن التاسع لاحظ راع للماعز يدعى "كالدي" من إثيوبيا نشاط قطيع الأغنام عندما أكلت من شجر التوت الأحمر، وأكل هو منها، ثمّ جاء بكمّيّة من التوت إلى راهب يقطن بدير قريب في المنطقة.

ولكنّ الراهب لم يأكل منها، بل وضعها على النار، صعدت منها رائحة زكيّة أثارت إعجاب باقي الرهبان، واستخدم الجمر لتحميص حبوب البنّ، بعد ذلك يتم طحنها ثم غليها في الماء الساخن، وكانت هذه أوّل طريقة لصنع أوّل فنجان من القهوة في العالم، لذلك يعتقد أن القبائل الّتي تقطن في بلاد الحبشة هي أول من عرفت القهوة.

وتعدّ زراعة القهوة مهنة أساسية لما يقارب 12 مليون إثيوبي، أما القهوة الإثيوبيّة "Buna dabonaw" الأكثر شهرة، وتعني "القهوة هي خبزنا" دليلاً على أنّها مصدر رزقهم، وانتقلت إلى اليمن، بحيث كانت تشرب كثيراً وأطلقّ عليها اسم القهوة، وكان هذا الاسم يطلق على أحد أنواع الخمور، يوجد أيضا إثبات قديم يؤكّد على أن شجرة البنّ كانت تزرع في اليمن، ويتمّ شرب القهوة في الدير الصوفيّ منذ القرن الخامس عشر، ثمّ انتقلت إلى مصر وتركيّا، ووصلت إلى باقي دول الشرق الأوسط وجنوب الهند، وانتشرت بالقرن السادس عشر في إيران ودول أفريقيا وسوريا، وبعد ذلك وصلت إلى البلقان، وأصبح شرب القهوة متاحاً في إيطاليا بعد تذوّق البابا لها.

ثمّ انتشرت القهوة في باقي دول أوروبا " إنجلترا، النمسا، فرنسا، ألمانيا "، وانتشرت المقاهي فيها، وقد سمّيت بنبيذ العرب، وعدّت القهوة مشروب الصباح المفضّل لدى معظم الشعوب، وبدأت الدول بزراعة شجرة البنّ، وحصلت هولندا عليها في النصف الثاني من القرن السابع عشر، ولديهم تجارة عظيمة في القهوة، ثمّ وصلت جنوب شرق آسيا، وأخيرا الولايات المتّحدة الأميركيّة.

تعدّ تجارة القهوة ثاني أكبرّ تجارة بعد النفط، وتصنّف "البرازيل، فيتنام، كولومبيا، إندونيسيا، إثيوبيا" بأكثر الدول العالميّة في إنتاج القهوة سنويّاً كالّآتي:
1. البرازيل: 3,019,051 طناً.
2. فيتنام: 1,460,800 طنّ.
3. كولومبيا: 745,084 طناً.
4. إندونيسيا: 639,305 أطنان.
5. إثيوبيا: 469,091 طناً.

أما أكثر الدول استيراداً للقهوة فهي أميركا، ويعدّ الشعب الفنلنديّ الأكثر استهلاكاً لها بمعدّل 1400 فنجان من القهوة سنويّاً، يصنع العديد من أنواع القهوة، ولا يوجد أطيب من القهوة العربيّة برأيي، ثمّ القهوة التركيّة مع الرغوة المميّزة لها "الوش" باللهجة الشاميّة.

الآن لقد اشتهيت فنجان من القهوة "هات اسقنيها قهوة بابليّة.. تحاكي شعاع الشمس بل هي أفضل.. فقد نطق الدرّاج بعد سكوته.. ووافى كتاب الورد أنّي مقبل".