تعتمد الإجابة على هذا السؤال على أمرين مهمين؛ أولهما هو مستواك في اللغة الفرنسية، وثانيًا اهتماماتك في القراءة. ولأجل أن تكون حريصًا على اكتساب أكبر قدر من المعرفة والاستفادة من هذه الكتب، فلا ضير في أن تعمل على تحديد مستواك من خلال التقدم لامتحانات تقييم لمستواك في اللغة الفرنسية، وعلى أساسها تقوم باختيار مستوى الكتاب وتقرأه.
هناك مجموعة من الكتب التي تساعدك على تحسين لغتك، وهي في الأساس كتب تعليمية تختص بأساسيات اللغة الفرنسية، وأخرى للمراحل المتقدمة. قد تبدو بعض المؤلفات مخصصة للأطفال أحيانًا، إلا أنها ليست سيئة لمن هم ما زالوا مبتدئين باللغة الفرنسية. من الكتب القوية التي قد تفيدك كتاب Easy French Step-by-Step، وتستطيع الحصول عليه كنسخة إلكترونية أو شراءه كنسخة ورقية.
أما إن كنت تملك ما تحتاج من أساسيات، وترغب بالتحسّن والاستمتاع في آنٍ واحد فعليك أن تبدأ بقراءة قصص قصيرة باللغة الفرنسية، والتي هي مصممة لأن تكون مقسمة حسب المستويات لأنها تعليمية في الأساس. مثلًا هنالك مجموعة قصص قصيرة اسمها "Lettres de Mon Moulin" لمؤلفها ألفونس دوديه. ستتمكن من تعلم المفردات بمستوى جيد، وكذلك ستجد بعد كل قصة مجموعة من الأسئلة التي ستساعدك على فهم المغزى الموجود فيما قرأت. وبالطبع توجد الكثير من المجموعات على هذه الشاكلة.
أما إن كنت ممن يبحثون عن أعمال أدبية عالمية مكتوبة باللغة الفرنسية، والتي تتطلب شخصًا يملك مستوًى جيدًا في اللغة الفرنسية. هنالك العديد من الروايات والأشعار التي تستحق القراءة، حتى إن واجهت بعض الصعوبة في بعض الأماكن عليك أن تستمر، لأنها تستحق.
أول عمل سيقدمه لك أي شخص كخيار للقراءة هي بالطبع رواية "البؤساء / Les Miserables"، لكاتبها الروائي الفرنسي فيكتور هيجو. ستجد الرواية بلغات متعددة، إلا أنني أنصحك بقراءتها بلغتها الفرنسية الأصلية. منها لن تستفيد فقط من اللغة والأدب العميق والأفكار، بل هنالك الثقافة الفرنسية وحال فرنسا ذاتها في فترة أحداث الرواية. ستستمتع بكم المشاعر التي ستصلك منها، من حزن، وشفقة، وسعادة في بعض الأحيان. حتى أنك ستشعر ببرد الشتاء بين الصفحات، وآلام الحرب.
وفيما يخص الشعر، ربما يكون الأمر تحديًا أكبر بقليل من الروايات، إلا أنه ليس بالأمر المستحيل. من أروع الدواوين الشعرية الفرنسية التي تحمل من عمق اللغة ما يساوي من الثقافة الفرنسية المذكورة فيها هو ديوان "أزهار الشر / Les Fleurs du Mal" لمؤلفها الشاعر شارل بودلير. وهي أيضًا ليست بأشعار عادية، فقد لاقت تاريخًا طويلًا من الرفض، والإنكار، وحتى أنها أخضعت كاتبها للمحاكمات. ولكن قد عادت الأمور لمجاريها بعد فترة في عام 1949، حين رفع الحظر عن مجموعة من القصائد وعادت لتنتشر بين الناس. أما عن السبب فكان احتواءها -برأي الآخرين- على أمور محرمة في ذاك الوقت.