الأحاديث التي تكلمت عزة النفس يمكن تقسيمها إلى قسمين :
القسم الأول : الأحدايث التي فيها ذكر أن العزة إنما هي في التواضع والعفو والغنى عن الناس ومنها :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله))؛ (رواه مسلم).
2- عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: جاء جبريلُ - عليه السلام - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب مَن شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مَجزيٌّ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامُه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس))؛ (الحاكم في المستدرك).
3- عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثةٌ أقسم عليهن، وأحدثكم حديثًا فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبدٍ من صدقةٍ، ولا ظُلم عبدٌ مَظلِمةً فصبر عليها إلا زاده الله عزًّا، ولا فتح عبدٌ باب مسألةٍ إلا فتح الله عليه باب فقرٍ، أو كلمةً نحوها ... ( إلى آخر الحديث) " (رواه الترمذي )
القسم الثاني : الأحاديث عن عزة المسلم بدينه ، ومنها:
4- عن تميمٍ الداري رضي الله عنه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليبلغَن هذا الأمرُ مبلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدَرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله هذا الدِّين، بعز عزيزٍ أو بذل ذليلٍ، يعز بعز الله في الإسلام، ويذل به في الكفر))، وكان تميمٌ الداري رضي الله عنه يقول: "قد عرفتُ ذلك في أهل بيتي؛ لقد أصاب مَن أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب مَن كان كافرًا الذل والصَّغار والجزية"؛ (رواه الحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين).
5- عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه، قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدرٍ ولا وبرٍ، إلا أدخله الله كلمة الإسلام، بعز عزيزٍ وذل ذليلٍ؛ إما يُعزهم الله فيجعلهم من أهلها، أو يُذلهم فيَدينون لها))، قلت: فيكون الدين كله لله؛ (صححه الألباني).
6- عن طارق بن شهاب رضي الله عنه، قال: "خرج عمرُ بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فأتوا على مخاضة، وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، أنت تفعل هذا؛ تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك، فقال عمر: أوه، لو يقول ذا غيرُك أبا عبيدة جعلته نكالًا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ إنا كنا أذلَّ قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله"؛ (رواه الحاكم في المستدرك).