الديوث :هو الشخص الذي لا يغار على عرضه وحرماته، أو هو الشخص الذي يرى العيب في أهله ويقرهم عليه.
فهو شخص ليس عنده حمية على عرضه سواء كانت زوجته أو أخته، فلا يهتم ولا يغضب ولا ينكر ولا يظهر حميته ، بل يرى أهله على الريبة وهو ساكت مقر لا يتحرك قلبه ولا ينطق لسانه ولا يتعمر وجهه على الأقل !
وليس المطلوب أن يقدم على أمر غير شرعي مما قد يتسرع بعض الناس زمننا فيصل إلى الإيذاء أو حتى القتل ، ولكن لا أقل من أنينكر هذا المنكر بقدر استطاعته وسلطانه على المرأة.
أما النصوص الشرعية التي تكلمت حول هذا الموضوع فمنها :
- قوله تعالى :(الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين) (3 سورة النور).
فبين الله تعالى ذكره أن الزانية لا يرضى بالزواج منها والإقامة معاها وهي على زناها إلا زان مثلها أو مشرك لا يبالي بعرضه وشرفه وكرامته، ثم بين تعالى أن مثل هذا محرم على المؤمنين، فدل ذلك على أن الجيوث خارج من وصف الإيمان الممدوح وأنه واقع في معصية كبيرة.
- وجاء في الحديث عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ثلاثة لا ينظر الله- عزّ وجلّ- إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، والمرأة المترجّلة، والدّيّوث. ...»(متفق عليه)
فالديوث من عقوبته يوم القيامة أن الله لا ينظر إليه وهذا تهديد ووعيد بتأخر الرحمة عنه وعقوبته في ذلك اليوم العظيم.
- وجعل رسولنا الكريم موت الإنسان وهو يدافع عن عرضه شهادة كما جاء في الحديث "ومن مات دون عرضه فهو شهيد ".
- ولما ذكر لرسول الله رجلٌ اتهم بدخوله على ام ولده إبراهيم مارية رضي الله عنها أرسل علياً للتأكد من أمره وقتله إذا تحقق من صحة الأمر، ولم يتهاون رسول الله في ذلك.
قال الغزالي رحمه الله:
"إن من ثمرة الحمية الضعيفة قلة الأنفة من التعرض للحُرَمِ والزوجة... واحتمال الذلِّ من الأخِسَّاء، وصغر النفس ... وقد يثمر عدم الغيرة على الحريم، فإذا كان الأمر كذلك اختلطت الأنساب، ولذلك قيل: كل أمة ضعفت الغيرة في رجالها ضعفت الصيانة في نسائها".
والله أعلم