ما هي أبرز الأحاديث النبوية الشريفة عن مراقبة الله تعالى للعبد

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٢ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
1- إن أهم حديث في مراقبة الله تعالى للعبد هو حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي ذكر فيه أن جبريل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان الذي هو أعلى درجات الدين وأفضلُ منازل العبودية؛ بل هو حقيقتها ولبها وروحها وأساسها، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. كما ثبت في الحديث حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم مَا الإِحْسَانُ؟ فقَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». متفق عليه.
 
- فقوله صلى الله عليه وسلم "أن تعبد الله كأنك تراه" أي أن تحسِنَ عملك وتتقنه وكأنك ترى الله تعالى ينظر إليك وإلى عملك!! فتكون العبادة والعمل خالصاً لوجهه الكريم، وتكون أنت أثناء القيام بهذه العبادة أو العمل حاضرَ الذهن، مستجمِعَ القلب، كما لو كنت تشاهد ربك سبحانه، فتستحضرُ عظمته، وجلاله، وكماله، وجماله. 
 
- وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم "فإن لم تكن تراه فإنه يراك" فإذا لم تستطع بعبادتك وعملك وقولك بلوغ درجة أن تعبد الله كأنك تراه!! فاعبدِ الله وأنت على يقين أنه يراك ومطلع عليك، فاستحضرْ مراقبة ربك في كل ما تقول وتعمل.

2- وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته: "اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ». رواه الترمذي وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
 
3- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استحيوا مِن الله حقَّ الحياء". قال: قلنا: يا رسول الله إنَّا لنستحيي، والحمد للَّه. قال: "ليس ذاك، ولكنَّ الاستحياء مِن الله حقَّ الحياء: أن تحفظ الرَّأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، وتذكَّر الموت والبِلَى، ومَن أراد الآخرة، ترك زينة الدُّنيا، فمَن فعل ذلك، فقد استحيا مِن الله حقَّ الحياء". أخرجه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه - أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟ »، قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي». رواه مسلم.

5- وحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «لأعلمَنّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تِهامة بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً». قال ثوبان: يا رسول الله؛ صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: «أمَا إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها». رواه ابن ماجه.

6- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ؛ إِمَامٌ عَادلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ». متفق عليه.

7- حديث الثلاثة الذين سدت الصخرة عليهم مدخل الكهف وتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم قال أحدهم: «اللهم كانت لي بنت عم كانت أحبَّ الناس إلي، فأردتها عن نفسها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قَدَرْتُ عليها قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقِّه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها... » متفق عليه.

8- وقد ورد في الأثر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه مرّ بامرأة تريد من ابنتها أن تخلط اللبن بالماء سمع ابنتها تقول لها: إن أمير المؤمنين نهى عن ذلك! فقالت: وأين أمير المؤمنين؟ إنه لا يرانا. فقالت البنت: ولكن الله يرانا.

وقال عبد الله بن دينار رحمه الله: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة، فعَرَّسْنا في بعض الطريق، فانحدر عليه راع من الجبل، فقال له: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم؟ فقال: إني مملوك. فقال: قل لسيدك: أكلها الذئب؟ قال: فأين الله؟ فبكى عمر رضي الله عنه ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه، وأعتقه وقال: "أعْتَقَتْك في الدنيا هذه الكلمة، وأرجو أن تعتقك في الآخرة"