أولاً : الصحيح أن اسمه "يوم يقوم الأِشهاد " فهكذا ورد اسمه في القرآن في قوله تعالى في سورة غافر ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) )
ولم يرد تسميته بيوم الِأشهاد هكذا مجرداً عن الإضافة.
ثانياً : يوم يقوم الأشهاد : هو يوم القيامة
ومعنى هذا الاسم :
الأشهاد جمع شهيد أو شاهد :والمعنى واحد وهو الذي يشهد لغيره ، والمقصود بهم في هذه المقام :
- قيل : " الملائكة تشهد للأنبياء بالإبلاغ وعلى الأمم بالتكذيب "
- وقيل: الملائكة والأنبياء.
- وقيل: الملائكة والنبيون والمؤمنون والأجساد.
ولا تعارض بين هذه الأقوال، لأن كل ما ذكر فإنه سيكون شاهداً يوم القيامة.
فالملائكة الحفظة والكتبة ستشهد على كل إنسان بما عمل ، ومن ذلك شهادتها للرسل بالتبليغ ، وشهادتها على المكذبين بالتكذيب ، وعلى المؤمنين بالتصديق ، فما كتبته هذه الملائكة من أعمال البشر ستكون شاهدة به .
كما جاء في سورة ق (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ).
والأنبياء ستشهد على أقوامهم الذين عاصروهم بما فعلوا .
والمؤمنون وخاصة أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستشهد للرسل السابقين بتبليغ الرسالة وأداء الأمانة ،كما أخبر الله عن أمتنا في القرآن (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)
وجاء في الحديث عند البخاري أن قوم نوح يزعمون يوم القيامة أن نوحاً لم يبلغهم الرسالة فيقول الله لنوح من يشهد معك أنك بلغت فيقول أمة محمد تشهد بذلك.
وأعضاء الإنسان تشهد على الكافر والفاجر بما فعل ، وذلك لما يجادل الكافر والفاجر ربه ويكذب ما سجلته الحفظة ويقول لا أقبل شاهداً علي إلا من نفسي ، فيخرس الله لسانه وينطق أعضاءه ويشهد كل عضو بما فعل واقترف .
كما قال تعالى في سورة فصلت (حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) )
والظاهر أن الآية تشمل كل هؤلاء الشهادة.
فيوم القيامة هو اليوم الذي تشهد وتقوم فيه الأشهاد لأداء الشهادة وخاصة الأنبياء والملائكة والمؤمنين .
والله أعلم