رسول الله محمد بن عبد الله سيد الأولين والآخرين خاتم الأنبياء والمرسلين كان مولده مولد نور الهدى في مكة عام الفيل. وقد توفي والده عبد الله وأمه حامل به ثم في السادسة من عمره توفيت أمه آمنة فنشأ يتيما وكفله عمه أبو طالب ثم حين كبر وصار فتى عمل في رعي الأغنام ثم عمل في التجارة وكان يُلّقب في قومه بالصادق الأمين لصدقه وأمانته وسمّو أخلاقه عليه صلوات الله وسلامه.
تزوج من السيدة خديجة بنت خويلد التي كانت أكثر نساء قومها شرفا ورفعة وطهارة وحكمة وأنجب منها أولاده القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم و السيدة فاطمة. وكان قبل بعثته يصعد إلى غار حراء في رأس جبلٍ بمكة ويمكث هناك يتحنَّث ويتفكّر في خلوته إلى ان أتاه الوحي وهو في الغار بواسطة الملاك جبريل عليه السلام وكان في الأربعين من عمره وبدأ نزول القرآن الكريم من حينها واستمر بالنزول عليه لمدة 23 عاما هي عمر دعوته المحمدية التي بدأت سرّية , حيث بدأ بدعوة قومه وعشيرته إلى عبادة الله الواحد الأحد ونبذ عبادة الأصنام التي كانوا عليها فآذوه ومن تبعه أشد الأذى فصبر على أذاهم 13 عاما ثم أذن الله له بالهجرة إلى يثرب أي المدينة فهاجر إليها مع أتباعه من أهل الإيمان فاستقبله أهل المدينة من الأوس والخزرج فرحين مستبشرين بقدومه خيرا منشدين "طلع البدر علينا".فمكث في المدينة عشر سنوات وقام خلال هذه المدة بالعديد من الغزوات وقام بتشييد أركان الدولة الإسلامية ثم أكرمه الله تعالى بفتح مكة فدخلها فاتحا منتصرا وقد نصر الله عبده وصدق وعده.
وقد حج حجة الوداع وأعطى خلالها وصاياهُ للأمة وتلك ينبغي ان نحرص عليها ونطبّقها في حياتنا إمتثالا لرسول الله وطاعةً لهذا النبي الرؤوف الرحيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما زوجاته أمهات المؤمنين فهنَّ أحدى عشر سيدة من خيرة نساء الأرض وكانت أحبهن إلى قلبه السيدة عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين رضي الله عنها.
وقد توفي رسول الله في العام الحادي عشر للهجرة في حجرته على صدر السيدة عائشة وكان آخر كلامه من الدنيا حين خيّرهُ الله تعالى بين البقاء فيها أو العودة إلى جوار ربه ,اختار جوارهُ الكريم قائلا "بل الرفيق الأعلى".
إن سيدنا رسول الله عليه كل صلوات الله وسلامه هو أكمل خلق الله وأحبهم إلى الله وأعلاهم درجة عند الله. وهو معلم البشرية وخير البرية وحبيب الله ومصطفاه وهو حيٌّ في قلوبنا وحيٌّ في قبره الشريف يستغفر لنا كل يوم ويشفع لنا عند الله في الدنيا ولآخرة فهو شفيع المذنبين سراج الذاكرين إمام المتقين .. وهو الحبيب المحبوب طبيب القلوب.. فلنربط قلوبنا به ونُكثر من الصلاة عليه والتمسك بسنته والسعي للإستزادة من محبته عسى أن يُكرمنا الله ويجمعنا بحضرته مناما ويقظة في الدنيا والآخرة.. ويحشرنا في زمرته الطاهرة.