دائما نتساءل لماذا لا نتحدث جميعا بنفس اللغة ، رغم التطور الكبير وظهور وصول التواصل ، ولكن يبدو واضحاً أن لغة الشعوب دائمًا ما ترتبط بهويتها وثقافتها وتاريخها وحضارتها لذلك فمن الصعب أن تتخلى الشعوب عن لغتها الأصلية.
فقد أصبح الاختلاف بين لغات الشعوب أمرًا واقعًا يصعب التغلب عليه، لذلك فربما يكون من الأفضل للشعوب الاحتفاظ بلغاتهم الأصلية كجزء أساسي من ثقافتهم وحضارتهم وتاريخهم وأدبهم وهويتهم .
جاء في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعرِي -رضي الله عنه- أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (إن الله تعالى خلق آدم من قبضةٍ قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأسود والأبيض والأصفر وبين ذلك والسهل والحَزن والخبيث والطيب)،فقد أشار الحديث صراحة إلى اختلاف الناس في ألوانهم وصفاتهم الخَلقية والخُلقية، ويرجع ذلك إلى تقدير الله تعالى حيث إنّ التربة التي خُلق منها إنسان تختلف عن التي خُلق منها إنسان آخر فمن خُلق من تربة السهول طبعه مختلف عن الذي خُلق من طينة الجبال، والذي خُلق من طينة بيضاء لونه يختلف عمن خُلق من طينة سوداء، وعلى هذا الأساس نشأَ الاختلاف بين الناس.