ما هو حكم قاطع صلة الرحم؟

3 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 حكم قطيعة الرحم /لا يجوز وهو محرم. وسبب في عدم دخول الجنة، فقد ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة قاطع) رواه مسلم.
 
-كما ثبت عن أمّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ: من وصلني وصله اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ) رواه مسلم.

-فقد اعتبر الإسلام قطيعة الرحم من المعاصي والإثم والعدوان، كما اعتبرها من أعظم الكبائر التي تستوجب العقوبة لصاحبها يوم القيامة، وقد قرن الله تعالى بينها وبين الإفساد في الأرض في كتابه العظيم، حيث قال عزّ وجلّ: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) سورة محمد آية: 22-23.

- فالإسلام حثنا ورغبنا على صِلة الرحم لما له أجر وثواب من الله تعالى، فأول ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم الناس عندما وصل إلى المدينة المنورة، هي صلة الرحم فقد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم: أنه جاء إلى المدينة المنورة، فاجتمع الناس حوله لاستقباله، وهم يقولون: قَدِم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ سمعت عبد الله بن سلام وهو يقول: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

-فقد جاء الإسلام ليكون مجتمعنا مجتمع متماسك قوي يسوده الألفة والمحبة، ويحثنا على التسامح والعفو وينفرنا من البغض والحقد والقطيعة، فقطيعة الأرحام تورث قسوة القلب وتنشأ أجيال متقاطعة محمولة بالحقد والكراهية.

- وأن قاطع الرحم لا يرفع له عمل إلى الله تعالى إذا استمر وأصر على قطيعته للرحم حتى وفاته فيكون بذلك قد استحق النار وحرم الله عليه الجنة والعياذ بالله من ذلك.

-فصلة الرحم لها فوائد كثيرة جداً منها:
1- تؤدي إلى رضا الله تعالى ومحبته لعبده.
2- وهي سبب من أسباب طول العمر والبركة فيه.
3- وتعد سبب كبير من أسباب زيادة الرزق كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من سرَّهُ أن يُبسَطَ علَيهِ في رزقِهِ، ويُنسَأَ في أثرِهِ، فليَصِلْ رحمَهُ) رواه أبو داود وصححه الألباني.

- ولأن قطيعة الأرحام تعد من الكبائر ومن المعاصي التي من الممكن أن تدخل صاحبها النار فلا بُدّ من التسامح والعفو والمبادرة إلى الإصلاح لأن خير المتخاصمين من بدأ بالسلام، وينبغي أن يبادر الشخص إلى الصلح وأن يتوب إلى الله تعالى ويصل رحمه حتى يقبل عمله كاملاً.
- ومن آثار قطيعة الرحم تعجيل عقوبة قطع الرحم في الدنيا لما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم). رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.

- وقد يحتج البعض بقطيعة الرحم أن رحمه وأقاربه يسؤون إليه - وأنه يقطعهم بسبب هذه الإساءة وحتى يتجنب شرهم - فنقول له بأن إساءة الأقارب لا تبيح قطيعتهم، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها). أخرجه البخاري.

- وعن أبي هريرة، أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) أخرجه مسلم. 

والله تعالى أعلم.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
واقع في كبيرة من كبائر الذنوب، مستحق للعنة، والطرد من رحمة الله والمنع من دخول الجنة في أول من يدخلها، وهو جدير بأن يعجل الله له عقوبة هذه المعصية في الدنيا مع ما ينتظره في الآخرة.

قال الله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ..) (سورة محمد).

فقاطع الرحم مستحق للعنة بنص الآية وهذا هو حد الكبيرة.

والدليل على طرده من رحمة الله وبغض الله له حديث: (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله) (متفق عليه).

والدليل على منعه من دخول الجنة في أول من يدخلها حديث:

(لا يدخل الجنة قاطع) (متفق عليه).
وفي الحديث الآخر (ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ) (رواه أحمد).

والدليل على استحقاق معاجلته بالعقوبة حديث:

(مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يُدَّخَرُ لِصَاحِبِهِ فِي الْآخِرَةِ، مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ) (رواه أبو داود).

فكل ما سبق هو حكمه وجزاءه والقاضي المسلم له أن يعاقب قاطع رحمه بالعقوبة التعزيرية التي يراها مناسبة.

وإنما كانت هذه المعصية بهذه الخطورة لما لها من أثر سلبي وسيء في تفكيك المجتمع المسلم وإضعافه وتقطيع أواصر الصلة وروابط القربى فيه، والإسلام حريص على بناء مجتمع متماسك قوي يعضد بعضه بعضاً كالجسد الواحد إذا اشتكى فيه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمى والسهر، ففي هذا كفالة لقوة المسلمين وظهور دينهم، وقطع الرحم يتناقض مع ذلك.

فمن لم يكن حريصاً على رحمه وأقاربه الذين تجمعهم معه صلة الدم قبل صلة الدين كيف يتصور أن يكون حريصاً على غيرهم من أفراد المجتمع المسلم؟!

فهذه المعصية دلالة على خبث نفسه وسوء خلقه لذلك جاء فيها هذا التشديد.

قد تقول هل هذا يشمل من كل قطع للرحم حتى لو كان بسبب سوء أقاربه وعدم مبادلتهم إحسانه إحساناً؟

فالجواب: أن صلة من وصلك وزيارتك لمن زارك وإحسانك لمن أحسن إليك ليس بأمر كبير لأن هذا فطرة في الإنسان وغالب الناس على هذه السجية والخلق، ولكن الذي يدل على طيب معدن صاحبه وحسن خلقه هو أن يصل من قطعه وأساء إليه، ومن حرص على ذلك فقد نال أعلى مراتب صلة الرحم.

ولما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) (رواه مسلم).

ومعنى تسفهم المل: ترمي الرمل الحار في وجوههم كناية عن الخزي الذي نيالهم هم في مقابل إحسانك لهم.

والله أعلم 

profile/يوسف-المومني-1
يوسف المومني
إمام مسجد ومأذون شرعي
.
١٠ فبراير ٢٠١٩
قبل ٦ سنوات
قاطع الرحم يقطعه الله قال تعالى للرحم وهي معلقة بعرش الرحمن:" بعد ان سالته هذا مقام العائذ بك من القطيعة ؟ قال نعم ..الا ترضين ان اصل من وصلك وان اقطع من قطعك؟ قالت بلى قال: فذلك لك".

فمن يقطع رحمه فالله يقطعه ويقطع رزقه ونصرته قال عليه الصلاة والسلام:" من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه".

والاسلام جاء ليجعل هذا المجتمع قويا متماسكا ولا يلتقي هذا الامر مع القاطعين والقطيعة التي يفعلونها، فقطع الارحام يورث عبر الاجيال قطيعة كل الاقارب حتى اجيال متلاحقة ويورث الحقد.

قال عليه الصلاة والسلام:" لا يدخل الجنة قاطع" اي قاطع رحم.

فأول ثمرة يجنيها القاطع هي حرمانه من الجنة.