حكم قطيعة الرحم /لا يجوز وهو محرم. وسبب في عدم دخول الجنة، فقد ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة قاطع) رواه مسلم.
-كما ثبت عن أمّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ: من وصلني وصله اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ) رواه مسلم.
-فقد اعتبر الإسلام قطيعة الرحم من المعاصي والإثم والعدوان، كما اعتبرها من أعظم الكبائر التي تستوجب العقوبة لصاحبها يوم القيامة، وقد قرن الله تعالى بينها وبين الإفساد في الأرض في كتابه العظيم، حيث قال عزّ وجلّ: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) سورة محمد آية: 22-23.
- فالإسلام حثنا ورغبنا على صِلة الرحم لما له أجر وثواب من الله تعالى، فأول ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم الناس عندما وصل إلى المدينة المنورة، هي صلة الرحم فقد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم: أنه جاء إلى المدينة المنورة، فاجتمع الناس حوله لاستقباله، وهم يقولون: قَدِم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ سمعت عبد الله بن سلام وهو يقول: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
-فقد جاء الإسلام ليكون مجتمعنا مجتمع متماسك قوي يسوده الألفة والمحبة، ويحثنا على التسامح والعفو وينفرنا من البغض والحقد والقطيعة، فقطيعة الأرحام تورث قسوة القلب وتنشأ أجيال متقاطعة محمولة بالحقد والكراهية.
- وأن قاطع الرحم لا يرفع له عمل إلى الله تعالى إذا استمر وأصر على قطيعته للرحم حتى وفاته فيكون بذلك قد استحق النار وحرم الله عليه الجنة والعياذ بالله من ذلك.
-فصلة الرحم لها فوائد كثيرة جداً منها:
1- تؤدي إلى رضا الله تعالى ومحبته لعبده.
2- وهي سبب من أسباب طول العمر والبركة فيه.
3- وتعد سبب كبير من أسباب زيادة الرزق كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من سرَّهُ أن يُبسَطَ علَيهِ في رزقِهِ، ويُنسَأَ في أثرِهِ، فليَصِلْ رحمَهُ) رواه أبو داود وصححه الألباني.
- ولأن قطيعة الأرحام تعد من الكبائر ومن المعاصي التي من الممكن أن تدخل صاحبها النار فلا بُدّ من التسامح والعفو والمبادرة إلى الإصلاح لأن خير المتخاصمين من بدأ بالسلام، وينبغي أن يبادر الشخص إلى الصلح وأن يتوب إلى الله تعالى ويصل رحمه حتى يقبل عمله كاملاً.
- ومن آثار قطيعة الرحم تعجيل عقوبة قطع الرحم في الدنيا لما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم). رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
- وقد يحتج البعض بقطيعة الرحم أن رحمه وأقاربه يسؤون إليه - وأنه يقطعهم بسبب هذه الإساءة وحتى يتجنب شرهم - فنقول له بأن إساءة الأقارب لا تبيح قطيعتهم، قال صلى الله عليه وسلم: (ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها). أخرجه البخاري.
- وعن أبي هريرة، أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) أخرجه مسلم.
والله تعالى أعلم.