ما هو حكم زواج التجربة في الإسلام وما المقصود به؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٠ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
زواج التجربة : هو الزواج المؤقت بمدة زمنية محددة ( من سنة إلى 5 سنوات ) فإذا كان الزواج ناجح إستمروا به ، وإن كان غير ذلك تم الانفصال.

- ولعل من أسباب فكرة هذا الزواج كما يدعيها من هم يتبنون هذه الفكرة : كثرة حالات الطلاق في مجتمعاتنا اليوم ، بسبب أن الزواج كان فاشلاً وغير متوافق لكلا الزوجين ، لأنهم غير منسجمين في تفكيرهم ومبادئهم وتصرفاتهم وأخلاقهم ، ولأن الزواج تم بدون معرفة تامة لبعضهم البعض ، وبالتالي هو الحل الأمثل للحد من ظاهرة الطلاق اليومية .

- وصورة هذا الزواج :  كما يقول أحد المحامين المصريين ( فالفكرة خرجت من مصر ) بأن عقد هذا الزواج عبارة عن ( عقد صلح ) فالعقد يضع شروط وضوابط بين زوجين توجد بينهم مشاكل، وعلى افتراض أن هناك تحديد مدة في هذا العقد، فهذه المدة لا تنطبق على عقد الزواج الرسمي، مشيرًا إلى أنه لجأ إلى حيلة اجتماعية وقانونية، حتى يبتعد الأزواج فقط عن فكرة الطلاق".

ويشير المحامي المصري إلى أن هناك فهماً خاطئاً بسبب عنوان المبادرة، مؤكدًا أنه قام بإتمام نحو 220 عقد من هذا النوع مؤخرًا؛ لافتا إلى أنه حاول على مدار عشرة سنوات توضيح وجهة نظره حول فكرة زواج التجربة، لكن لم يحدث التفات إليها إلا بعد الضجة الإعلامية الأخيرة، على حد تعبيره.

- وقد يكون هذا العقد ( قانوني )  ملحق بعقد الزواج الشرعي . وهذا العقد الجديد غير محدد المدة، وكل ما في الأمر أن بعض البنود محددة بمدة، مثل توفير مسكن جديد، لكن في حالة مخالفة البنود من أي طرف، يصبح من حق الطرف الآخر الانفصال مع الحصول على كل الحقوق كاملة. وهو ما يسمى ( عقد الفرصة الأخيرة) لاستمرار الحياة الزوجية.
 
- وخلاصة القول : فإن فحكم هذا الزواج باطل والعقد باطل ، فهو كالزواج العرفي وزواج المسيار ، لأنه محدد بمدة معينة ، ومن شروط الزواج الشرعي أن يكون قائم على التأبيد ، ولا تكون هناك أي نية مبيته للطرفين في الإنفصال عن بعضهما بعد مدة معينة .

- فالزواج المعتبر هو الزواج الشرعي الصحيح الذي يشتمل على عقد واحد ، ويحق للزوجين فيه أن يشترطوا ما شاءوا في هذا العقد ، ولا يلزم أن يلحق بهذا العقد عقد آخر ، فليست المسألة مسالة توظيف بين الزوجين وليس هم في شركة كل مدة يتجدد العقد معهم ويضاف شروط جديدة !!!!

- فالزواج له قدسيته وإحترامه ومكانته ، فقد سماه الله تعالى ( ميثاقاً غليظاً ) قال الله تعالى : (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) سورة النساء (21) 

- فالزواج القائم على النية الصادقة في إعفاف النفس وبناء أسرة مسلمة في المجتمع، وقائم كذلك على حسن إختيار كلا الزوجين لبعضهم البعض وفق الضوابط الشرعية ومراعاة الحالة الإجتماعية بيهما والمالية والجمالية والثقافية والعمرية كل هذه الأمور تساعد هذا الزواج أن يكون مستمراً وقائماً على المودة والرحمة والحب والإحترام والتفاهم حتى الممات.

- أما الرد على فكرتهم أن هذا الزواج يحد من ظاهرة الطلاق، فنقول لهم : أن التأهيل الصحيح للزوجين قبل الزواج بدورات شرعية وقانونية وصحية ، كذلك دور الإصلاح الأسري قبل الطلاق وفق الضوابط الشرعية لهو كفيل بالحد من ظاهرة الطلاق بشكل كبير جداً .

- وقد بدأنا في الأردن بهذا المشروع وخاصة دائرة الإصلاح الأسري في المحاكم الشرعية والتي تقوم بدور المصلح بين الزوجين قبل إيقاع الطلاق ، وقد قامت هذه الدائرة بجهد كبير حتى الآن رغم عمرها القصير الذي لا يتجاوز الثلاث سنوات في الحد من ظاهرة الطلاق وخففت النسبة بشكل ملاحظ والحمد لله . 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة