المقصود بذنوب الخلوات: هي المعاصي والذنوب التي يفعلها المرء بعيداً عن أعين الناس وفي خلواته ، وقد ورد في الحديث ما يبين خطورة هذه الذنوب وأنها سبٌ في ذهاب الحسنات وخسارتها يوم القيامة.
- فقد ورد عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا) قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ، قَالَ: ( أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا) . صححه الألباني.
- أما عقوبة ذنوب الخلوات في الدنيا والآخرة فهي كما يلي :
1- الفضيحة أمام الناس في الدنيا والآخرة. قال ابن الجوزي: "وقد يُخفي الإنسان ما لا يرضاه الله عز وجل فيُظهِره الله سبحانه عليه ولو بعد حين، ويُنطِق الألسنة به وإن لم يشاهده الناس، وربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق، فيكون جوابًا لكل ما أخفى من الذنوب، وذلك ليعلم الناس أن هناك من يُجازي على الزلل"
2- سوء الخاتمة.
3- عدم التوفيق في أمور الدنيا (عمل، الزواج، الرزق ، الأولاد ، السيارة)
4- عدم التوفيق للطاعة والتوبة.
5- مرض الجسد وضعف البدن .
- أما علاج ذنوب الخلوات فيتمثل بالنقاط التالية :
1- الإسراع في التوبة والإستغفار ، ويتمثل ذلك - بالنية الصادقة بترك الذنب والإقلاع عنه فوراً ، والندم على فعله ، ورد المظالم إلى أهلها ( كمن يسرق الناس ليلاً ) والعمل الصالح الذي يثبت صدق التوبة.
2- الدعاء لله تعالى بأن يبعد عنك هذه الذنوب ويكرهك بها ويحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك.
3- مجالسة الصالحين ورفقتهم.
4- تخصيص ورد يومي لقراءة جزء من القرآن الكريم .
5- إشغال النفس بما هو مفيد من أمور الدنيا والآخرة.
6- ملازمة الذكر والاستغفار والتسبيح .
7- تذكر أن الله يراك في السر والعلن ، وأن الله مطلع عليك في خلواتك!!!
8- استبدال الذنب الخفي بطاعة خفية ( كصلاة ركعتين في جوف الليل يومياً ) ليكون بينك وبين الله تعالى طاعة ، كما كان بينك وبينه معصية!
9- الإكثار من تذكر الموت ، وأنه ممكن أن يأتيك الموت وأنت على معصية وأثناء فعلها في خلوتك ، فماذا ستجيب الله تعالى؟؟؟؟!!!
10- تذكر النار وعذابها وما أعده الله تعالى للمذنبين المصرين على الذنب ، وتذكر الجنة ونعيمها وما أعده الله تعالى لعباده الصالحين فيها من نعيم مقيم.
11- إعلم أن باب التوبة مفتوح وأنه يمكنك تدارك الذنوب الآن ، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، قالوا: وما المجاهرين يا رسول الله ؟ قال : هم الذين يعملون المعاصي فيسترهم الله وهم يجاهرون بها !! ) .