حكم النظر إلى المرأة الكبيرة في السن:
النظر إلى المرأة الكبيرة في السن له أحوال فقد يكون حراماً وقد يكون حلالاً:
- فيكون حراماً في حالتين:
1. إذا كان بشهوة وتلذذ فهو حرام اتفاقاً.
2. إذا كانت المرأة الكبيرة متزينة ومتبرجة كما نراه من بعض النسوة في زمننا يتشبهن بالشابات، فالنظر إليهم أيضاً لا يجوز لأنه داع للفتنة وفيه نظر إلى ما لا يجوز النظر إليه.
- ويكون مباحاً بالإجماع وهو إذا وجدت الحاجة إليه مثلا بيع والشراء والعلاج والشهادة عند القاضي.
- واختلف العلماء في حالة وهي:
إذا كان النظر بدون شهوة وأمنت فيه الفتنة ولم تكن المرأة الكبيرة متبرجة بزينة، فجمهور العلماء أنه يجوز النظر إلى المرأة الكبيرة في هذه الحال ولا يطلب غض البصر عنها كما يطلب عن الشابة، لأمن الفتنة والشهوة من ذلك، وعدم وجود داع من النفس إلى النظر أصلاً.
واستدلوا على ذلك بقوله تعالى (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن..)
قالوا: لما أذن الله للمرأة الكبيرة التي يئست من النكاح ولم يعد يرغب بها في وضع ثيابها يعني لا يطلب منها ما يطلب من النساء الشابات من التحفظ والاختمار كان ذلك دليلاً على أن النظر إليها أيسر وأخف من النظر إلى الشابات.
لأن الحكمة من تحريم النظر هو سد باب الفتنة، وباب الفتنة مأمون غالباً في النظر إلى الكبيرة التي لا تشتهى، لذلك كان الحكم فيها أخف والنظر إليها أوسع ولا يشدد فيه كغيرها.
وبعض العلماء أجاز النظر إلى وجهها وكفيها، وبعضهم قال بل يجوز النظر إلى ما يظهر منها غالباًَ كرقبتها وقدميها.
وهذا كله مشروط بأن تكون المرأة الكبيرة بلغت مبلغاً لا تشتهى معه ولا يطمع فيها من الرجال غالباً، وأن تكون غير متبرجة بزينة كما أسلفنا.
أما حكم النظر إلى صور النساء في الجوال:
فحكمه هو نفس حكم النظر إلى النساء في أرض الواقع فهو محرم وممنوع، متى كان نظرا إلى نساء أجنبيات وخشي منه الفتنة، ولا يغير الحكم أنها صور على الصحيح المقطوع به.
والله أعلم