إن نوم الطفل بين والديه جائز ولا حرج أو حرمة فيه في أي سن إذا أمن الاطلاع على العورات، لكن هنالك من يرى أن الطفل في حال بلغ سن التمييز فوجب تفريقه في الفراش، خاصة إن لم يكن هنالك أي ضرر ناتج عن هذا التفريق.
وهنالك من استدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع.
هنالك من العلماء من يجد في هذا الحديث من باب التأدب والممارسة واكتساب الخلق أن يتم تفريق الأبناء ليس عن بعضهم فقط وإنما عن الأمهات والآباء أيَضًا، فمن من قال إذا بلغ الصبي عشر لا ينام مع أمه أو أخته، وهنا الهدف من التفريق في النوم عدم الوقوع في ما هو محذور، حيث أشار العلماء أن الطفل إذا بلغ العشر سنوات عقل معنى الجماع، والنوم في نفس الفراش له أثر على الطفل من هذه الناحية نتيجة التغيرات الجسدية والهرمونية التي تحدث في الجسد نتيجة النضوج.
ومن العلماء من يجد أن التفريق في النوم يكون على شكلين أما تفريق في الفراش فيكون لكل منهم فراش ومن هنا يكون للأم والأب فراش ويكون للطفل فراش مستقل أو أن يكون الطفل مع الوالدين في الفراش لكن غير متلاصقين.
ومن الأمور التي يجب مراعاتها في حال نام الطفل في فراش الوالدين وفي حال لم يتوفر شرط واحد من هذه الشروط حرم النوم بين الآباء:
- عدم الالتصاق؛ هذا الأمر في العمر الصغير قد لا يؤخذ في عين الاعتبار لكن في حال بلغ الطفل الحلم وأصبح مميز يفضل بأن ينام وبشكل منفصل عن الأب والأم خاصة إن كان يشعر بالأمن ويحب أن ينام بجانب الأم والأب، فهنالك الكثير من الأبناء لا يشعر بالراحة إلا بالقرب من أمه وأبيه على الرغم من كبره، ولا يعرف للنوم طريق إلا وهو نائم بقرم الأم مثلا.
- مراعاة اللباس المحتشم المراعي للعورات؛ لا يمكن للأم والأم أن يبقوا ولدهم في الفراش في حال لم يراعوا ما عليهم من لباس، خاصة عندما يبلغ الطفل سن التمييز فهنا يجب على الأم والأب الانتباه لما يرتزون من مبلاس فلا تكون شافه ولا تظهر ما تحتها ولا تكون غير لائقة بالنسبة للطفل في عمر صغير. ويستدل على هذا الأمر من قوله تعالى: (أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض). فهنا ومن هذه الآية لا يجوز للأم أو لأب أن التكشف أمام الأبناء ما دام بلغ سن التمييز فيما بين الشخص العاري والشخص الغير عاري المحتشم.
- أن تؤمن الفتنة؛ في حال كان لدى الأب أو الأم أي مشاعر غير سوية لا بد من تفريق الأبناء في الفراش وكثيرًا ما نسمع عن حالات اعتداء على الأبناء من قبل الآباء بمختلف الأعمار، عليك كأم أو كأم أنت تقدر نفسك وشريكك وتحدد إمكانية بقاء الطفل في الفراش أو تفريقه حتى لا يقع المحذور، ويفضل في جميع الحالات أن يتم تفريق الأبناء عن الآباء في مرحلة التمييز (10 سنوات تقريبًا) ويفضل قبلها بكثير لكن الحد الفاصل هو ال10 سنوات إن صح القول.
وأرى من وجهة نظر شخصية أن من الأمور التي يهدف الإسلام إلى تطويرها نتيجة فصل الأبناء عن الآباء ولذلك نجد أفضلية فصل الأبناء عن الآباء هي:
- فصل نوم الأبناء عن الآباء وسيلة لتمتع الطفل بالاستقلالية والاعتماد على النفس والذات وزيادة الشعور بالثقة والقوة والشجاعة، فكثير من الأبناء يبقون في فراش الأهل لانخفاض الثقة لديهم ولشعورهم بالخوف ولعدم قدرتهم على الاعتماد على النفس وحتى أن وصلوا لسن الحلم.
- تطوير التنظيم الذاتي؛ بعد تطوير الاستقلالية للدىالأطفال يعمل النوم المستقل على تنظيم الطفل فهو قادر على تنظيم غرفته الخاصة وملابس نومة واستخدام أدوات النوم بشكل مستقل.
المصدر:
- ينام الصغير في غرفة والديه أم في غرفة مستقلة