ما هو حكم استعمال جوز الطيب كمشنط جنسي

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الأحوط عدم استخدام جوزة الطيب كمنشط جنسي وحرمة ذلك، إذا كان ذلك سيتم عن طريق تناولها، والسبب في ذلك أمرين:

الأول: أن الدراسات التي تكلمت عن فوائد جوزة الطيب لتعزيز الصحة الجنسية للرجال، ذكرت أن هذه الفوائد إنما ظهرت بعد اختبارها على الحيوانات باستخدام جرعات عالية بلغت 500 جرام، وهذا لو ثبت صحته فإنه يعني أن الرجل بحاجة لتناول كمية كبيرة من جوزة الطيب لتحقيق الفائدة المرجوة.

ومن المعلوم والثابت أن تناول كمية كبيرة من جوزة الطيب له أثر مفتر على البدن والعقل وقد يبلغ إلى درجة التنويم، فهو يسكر العقل ولكن دون نشوة وطرب ولذة كما في الخمر.

وقد اتفق العلماء على حرمة تناول كل مفتر أو منوم أو مذهب للعقل - ولو لم يصاحبه لذة ونشوة- دون ضرورة تبيح ذلك، لذلك اتفقوا على حرمة تناول كمية كبيرة من جوزة الطيب تبلغ درجة التفتير، وهذا ما قد يحصل في هذا العلاج.

والعلاج بجوزة الطيب ليس هو الطريق الوحيد لتعزيز النشاط الجنسي عند الرجل وتحفيزه بل يوجد علاجات كثيرة لذلك، فلا داعي لاستخدام هذه النبتة.

الثاني: أنه لو قيل تكفي كمية قليلة من جوزة الطيب لتحقيق المقصود والوصول إلى العلاج المطلوب وهذه الكمية لا تبلغ درة التفتير، فإن جمهور العلماء منعوا من تناول هه النبتة مطلقاً وقاسوها على المسكرات والخمر، والقاعدة الشرعية (أن ما أسكر كثيره فقليله حرام).

وهناك علماء آخرون أجازوا استخدام كمية بسيطة من جوزة الطيب ما لم تحصل حد التفتير، وقالوا إن المسكر المحرم كثيره وقليله هو المائع أو ما أحدث لذة وطرباً.

فالمسألة كما ترى محل اشتباه على كل حال، ومن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، والعلاج بهذه النبتة لم يثبت فائدته أصلاً، وقد قيل إنه له أضرار على الجهاز العصبي، والبدائل كثيرة وموجودة، لذلك كان الأحوط هو تجنبه ولا شك.

وقد قرأت في بعض المقالات أنه يمكن استخدام زيت جوزة الطيب أيضاً للعلاج في مثل هذه الحالات بدهنه بشكل موضعي دون حاجة إلى تناوله، فمثل هذا الاستخدام مباح إن شاء الله وليس فيه محذور لآنا لا نحكم بنجاستها على الصحيح.

والله أعلم