ورد الآية الكريمة " فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ"، فس سورة عبس وهي الآية رقم 33 من السورة، والسورة من جزء عم وهو الجزء الثلاثين من المصحف. وسورة عبس سورة مكية، تتحدث عن أهوال يوم القيمة، وأحوال المؤمن والكافر في الآخرة، وقصة ابن أم مكتوم.
أما بالنسبة لتفسير الآية الكريمة، المقصود بــ" فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ" أي إذا جاءت صحية القيامة، التي عند سماعها تنزعج أفئدة الناس لشدة وقعها، ومن هولها يفر الإنسان عن كل من يعرفه، وكل شخص يهتم بشأن نجاته وحده.
وهنا أنقلك لك بعض ما ورد في التفاسير المعتمدة لهذه الآية.
ورد في تفسير التحرير والتنوير، أن الفاء للتفريع على اللوم والتوبيخ، إنذاراً من الله تعالى بيوم الجزاء. والصاخة، صيحة شديدة من صيحات الإنسان تصخ الأسماع، أي تسبب الصمم.
وجاء في تفسير الكشاف، وصفت الصيحة بالصاخة مجازاً، لأن الناس يصخون لها يفر منهم لاشتغاله بما هو مدفوع إليه.
أيضاً ورد في تفسير ابن كثير، عن ابن عباس: الصاخة، اسم من أسماء يوم القيامة، عظمه الله وحذره عباده. وقال ابن جرير لعله اسم للنفخة في الصور.
وسبب نزول هذه السورة، أن ابن أم مكتوم (الأعمى) قدم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، يسترشده،وكان عند الرسول صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يُعرض عن ابن أم مكتوم ويقبل على المشرك طمعاً في إيمانه، ونزلت الآيات معاتبة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد روي عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أنزل [عبس وتولى] في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول أترى بما أقول بأساً، فيقول: لا، ففي هذا أنزل.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورة [عبس وتولى] جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر ". فاحرص على قراءتها والتفكر في معانيها.
المصادر
تفسير التحرير والتنوير
تفسير ابن كثير
تفسير الكشاف
تفسير الماوردي
التفسير الكبير
إسلام ويب