هل ذكرت راحة البال في القرآن الكريم؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٠ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 نعم ذكرت بصيغة إصلاح البال مرتين في سورة محمد:
-المرة الأولى
في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) سورة محمد (2).

-والمرة الثانية في قوله تعالى: (... وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ *  سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ) سورة محمد (4-5) أي سيهديهم إلى دخول الجنة يوم القيامة، كما هداهم إلى اتباع الحق والإيمان بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ونصرته والدفاع عنه وعن هذا الدين ورفعته ونصرته ونشره.

فكلمة بال هي من الكلمات الفصحى وليست من الكلمات العامية كما يظن بعض الناس
وقد وردت بها دعاء جميل وهو نسأل الله أن يصلح بالكم.

- والبال:
هو القلب والحال، والمقصود بإصلاح البال هنا: هو رخاء النفس وإصلاح الشأن.
كما أن البال هو موضع الفكر والفكر موضعه العقل والقلب.

وبدعائك لأخيك المسلم أصلح الله بالكم تتحقق عدة أمور.
1- أي أصلح الله خاطرك
2- وأصلح الله تفكيرك وقلبك وعقلك

- ومن شروط إصلاح البال
- الإيمان بالله تعالى
- وعمل الصالحات
والعمل بالتعاليم التي أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشكل صحيح وفعلي

- وقد سئل ذات مرة رجل؟ لو كان عندك رجاء أو أمنية واحدة سوف تلبى لك الآن ما ستتمنى
فأجاب: راحة البال..

_ ويأتي إصلاح البال على أربعة معانً هي:
المعنى الأول : إصلاح الحال .
المعنى الثاني : إصلاح أمورهم .
المعنى الثالث : إصلاح شأنهم .
المعنى الرابع : إصلاح نياتهم .
- قال ابن عباس رضي الله عنهما ومقاتل رحمه الله : إن الآية رقم 2 في سورة محمد نزلت في الذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد : وهم الأنصار، فقد كان للأنصار رضوان الله تعالى عليهم دور كبير في نصرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وفي استقباله واستقبال المهاجرين حيث قاسموهم في مساكنهم وأموالهم .

-وقال مقاتل : إنها نزلت خاصة في ناس من قريش وهم المهاجرين الذين تركوا أموالهم وأهلهم ووطنهم وهاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى .

- وقيل : هما عامتان فيمن كفر وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم . فالصالحات جميع الأعمال التي ترضي الله تعالى . وآمنوا بما نزل على محمد لم يخالفوه في شيء ، قاله سفيان الثوري .
- وقيل : صدقوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به . وهو الحق من ربهم يريد أن إيمانهم هو الحق من ربهم .
- وقيل : أي : إن القرآن هو الحق من ربهم ، نسخ به ما قبله كفر عنهم سيئاتهم أي ما مضى من سيئاتهم قبل الإيمان .

- كما ذكر الله تعالى من الصيغ الأخرى على راحة البال وهو اطمئنان القلوب، فقال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) سورة الرعد  (28).
- فذكر الله تعالى سببٌ في سكن القلوب والاستئناس بالله تعالى والقرب منه. 

- قال قتادة, قوله: وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ يقول: سكنت إلى ذكر الله واستأنست به، والمقصود بتلك القلوب هي قلب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله تعالى عليهم والمؤمنون من بعدهم وكل من يذكر الله تعالى إلى يوم القيامة . 

وأخير نسأل الله أن يصلح بالي وبالكم 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة