ما هو الفرق بين الغنيمة والفيء

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٣ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الفرق بين الغنيمة والفيء باختصار :

- أن الغنيمة :  هي كل مال أخذه المسلمون من مال الكفار قهراً بالقوة في القتال .

 جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية في تعريف الغنيمة " هي اسم للمأخوذ من أهل الحرب الموجف عليها بالخيل والرّكاب لمن حضر من غنيّ وفقير "
 
وهذه الغنيمة توزع كالتالي : 

- أربعة أخماس الغنيمة للمقاتلين الذين حضروا الغزوة  توزع عليهم بالتساوي ، ولكن الفارس له سهيمن زائدين لفرسه .

- والخمس الباقي : يقسم خمسة أسهم أيضا : خمس لمصالح المسلمين العامة ، وخمس لذوي القربى من آل هاشم ، وخمس لليتامي ، وخمس للمساكين ، وخمس لابن السبيل .

قال تعالى في سورة الأنفال " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) ".


ويستثنى من الغنائم التي توزع الأرض فالراجح أنها لا توزع على المقاتلين وإنما يضرب عليه الخراج .

- أما الفيء فهو كل مال تركه الكفار أو بذلوه دون قتال  .

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية " والفيء هو المال الحاصل للمسلمين من أموال الكفّار بغير قتال ولا إيجاف خيل ولا ركاب ".

كما لو هرب الكفار وتركوا ديارهم وأموالهم خوفاً من المسلمين ،  ومنها الجزية ، الكافر الذي يموت في ديار المسلمين وليس له أقارب يرثونه ، فكل هذا المال يعد فيئاً .

وقيل في معنى تسميته فيئاً : وهو من الفيء يعني الرجوع أن هذا المال فاء وعاد إلى أصحابه الذين يستحقونه ، لأن الكافر لما عصى الله بهذا المال لم يعد يستحقه ، فكأن الله أفاءه وأرجعه إلى من يستحقه ويطيع الله فيه.

والفيء لا يخمس على الصحيح الراجح - خلافاً لقول الشافعي رحمه الله - بل يصرفه الإمام جميعه في مصالح المسلمين العامة ومنها سد حاجة الفقراء والمساكين .

قال تعال في سورة الحشر "   وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) "

فالفرق بين الغنيمة والفيء إنما هو في سبب حصول المال ، وفي طريقة توزيعه .

والله أعلم