ما هي الحكمة من تشريع السبي وأخذ الغنائم في الإسلام

الإسلام لم يشرع الجهاد والقتال حباً في القتل والسبي والغنائم !!! إنما شرّع ذلك لرفع الظلم عن المظلومين في الأرض ، وتركهم أحرار فيما يعتنقون بعد دعوتهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة .
- وعليه فإن الحكمة من السبي وأخذ الغنائم تتمثل في النقاط التالية :
1- لو لاحظنا توصية الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله تعالى عليهم للجيوش التي أرسلوها للفتح والجهاد أنهم كانوا يوصونهم أولاً بأن لا يقتلوا طفلاً ولا إمرأة ولا شيخاً ولا يهدموا بيتاً أو صومعة ، ولا يقطعوا شجرة ، وأن يعرضوا الإسلام على أهل ذلك البلد ، فإن أبوا فيعرضوا عليهم الجزية ، فإن أبوا فيكون الخيار الأخير وهو السيف والقتال والجهاد .

2- وقد يقول قائل لماذا ؟ وما شأن المسلمين بحريات الناس ؟ فالرد من خلال قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) سورة التوبة (33) فالدين الإسلامي كونه جاء خاتم الأديان السماوية فهو ناسخ لها ومهيمن عليها ولا يقبل الله تعالى من الإنسان غيره . ثم أن الهدف منه إخراج الناس من الظلمات إلى النور ، ومن الظلم إلى العدل والرحمة والمساواة ، ومن النار إلى الجنة ! فهو رحمة للعالمين .

3- ولضمان هذا الأمر وتحقيقة وإيصال هذا الخير والنور لكافة الناس من خلال الجهاد فهذا يحتاج إلى تكلفة مادية وعددية وخدمات لوجستية وهذالا يتحقق إلا من خلال الغنائم التي أباحها الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ففي الحديث :(أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي .....) متفق عليه .

4- ثم كون رسالة الإسلام هي الخالدة والمستمرة إلى يوم القيامة فالمال والغنائم عصب الحياة وهو ضروري لإستمرار الجهاد ، بعكس الأنبياء السابقين الذين أرسلوا إلى أقوام خاصة ولمدة زمنية محدودة .

5- ثم أن الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم - كانوا غير متفرغين للعمل والتجارة وطلب الرزق ، لأن هدفهم كان نشر الإسلام في أرجاء الأرض ، وهذا يترتب عليه نفقات كثيرة
لهم ولأسرهم ولجيوشهم ، فلهذا أحل الله تعالى لهم الغنائم .

6- ثم أن أخذ الغنائم من العدو يساعد على إضعافهم وإستسلامهم لحكم الله تعالى وعدالة الإسلام .

7- أما موضوع سبي النساء ، فقدكان معمول به قبل الإسلام ، ولقد شرعه الإسلام في جهاد الكفار فقط . ولا يتم سبي المرأة الكافرة بمجرد كفرها ، ولكن التي يتم سبيها هي من تشارك في قتال المسلمين وتساعد الكفار على قتالهم . وقد يكون السبي للمرأة الكافرة هو إنقاذ لها من الكفر ومن النار ، وذلك عن طريق دخولها في الإسلام ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ ) رواه البخاري .