قال تعالى في كتابه الكريم:{خُذ العفو وأمُر بالعُرف وأعرِض عن الجاهلين}
لما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الآيات : { خُذ العفو وأمُر بالعُرف وأعرِض عن الجاهلين } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما هذا يا جبريل ؟ " قال : إن الله يأمرك أن تعفو عمَّن ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك . العفو هو المسامحة والتجاوز عن الإساءة وهو من أخلاق نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه إذ كان يعفو عمّن أساء إليه بل وأكثر من ذلك يُحسن إليه وقد وردت في ذلك قصص كثيرة في سيرته المحمدية الطيبة الزكية مثل قصة ذلك الغلام اليهودي الذي كان قد اعتاد أن يضع القمامة كل يوم بالقرب من باب النبي صلوات الله وسلامه عليه فلما فتح النبي بابه وخرج من بيته ذات صباح ولم يجد القمامة التي كان يضعها اليهودي كل يوم افتقده وقال أين الغلام ؟ فقيل له أنه مريض فقال صلى الله عليه وسلم :وجبت الزيارة. فزاره وأحسن إليه ولقنّه الشهادة والأمثلة على ذلك كثيرة كعفوه عن كفار قريش الذين بالغوا في إيذائه وإيذاء أصحابه فقال لهم يوم فتح مكة :"إذهبوا فأنتم الطلقاء". عفا عنهم وسامحهم مع قدرته على معاقبتهم. وقد سمّى الله نفسه العفو وأثنى على من يعفو عن خلقه بقوله جل جلاله .{..والعافين عن الناس}. وما أحوجنا إلى أن نتحلّى بهذا الخُلق وأن نتعلم أن نعفو ونسامح مَن أساء إلينا وأخطأ بحقنا حتى ننظِّف قلوبنا من طاقات المشاعر السلبية من الحقد والغضب والكراهية فحين نسامح نشعر بالإرتياح وكأنَّ أحمالا ثقيلة قد زالت عنا..فتتنزّل علينا بعد المسامحة الهدوء والسلام الداخلي والراحة.