ما هو فضل التسامح في شهر رمضان المبارك وما هي الأحاديث النبوية الشريفة التي حثت عليه

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٨ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
شهر رمضان المبارك فرصة للتصالح مع الله تعالى، وكذلك للتصالح مع الخلق - وخاصة مع المتخاصمين منهم-فهذا الشهر تتضاعَف فيه الحسنات، وتُرفع الدرجات، وتُجزل الهبات، وتَكثُر النفحات، ولا بد أن يتحلى به المرء المسلم بصفة طيبة من مكارم الأخلاق؛ وهي العفو والتسامح عمن ظلمه.

- ولذلك يعود فضل التسامح على المسامح نفسه حتى يرفع عمله إلى الله تعالى ويقبل ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال: (تُعرض الأعمال على الله تعالى كل خميس واثنين، فيَغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكلِّ امرئ لا يشرك بالله شيئًا؛ إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: ارْكُوا هذين حتى يَصطلحا، اركوا هذين حتى يَصطلحا) أخرجه مسلم.

- وذلك جاء التوجيه الرباني بمقابلة الإساءة بالإحسان فقال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم) سورة فصلت 34.

- ومما يساعد على التسامح والمسامحة وصفاء النفوس هو إلقاء تحية الإسلام، ففي الحديث الصحيح فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحلُّ لمسلم أن يَهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يَلتقيان، فيُعرض هذا، ويُعرِض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) متفق عليه.

- ولأهمية التسامح فقد اعتبره الإسلام سبباً في مغفرة الذنوب ونيل رضى الله تعالى فعن ابن أبي شيبة عن أبي إسحاق عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِن مسلمَين يَلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرَّقا) ورواه أحمد والبزار وأبو يعلى إلا أنه قال: (كان حقًّا على الله أن يجيب دعاءهما، ولا يردَّ أيديهما حتى يغفر لهما).

 عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى. رواه مسلم.

- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا عُقبة! صِلْ مَن قطعك، وأعطِ مَن حرمَك، واعفُ عمَّنْ ظلمَك) رواه أحمد وصححه الألباني.

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. أخرجه مسلم.

- وعن أنس رضي الله عنه قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه (جذبه) بردائه جبذة شديدة، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء) رواه مسلم،

-قال الإمام النووي رحمه الله: "فيه احتمال الجاهلين والإعراض عن مقابلتهم، ودفع السيئة بالحسنة، وإعطاء من يتألف قلبه.. وفيه كمال خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه وصفحه".
 
- وقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "وفي الحديث بيان حلمه صلى الله عليه وسلم، وصبره على الأذى في النفس والمال، والتجاوز على جفاء من يريد تألفه على الإسلام، وليتأسى به الولاة بعده في خلقه الجميل من الصفح والإغضاء والدفع بالتي هي أحسن".

-وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن مسامحة الجميع إلا في حالة واحدة يكون شديد الغضب ولا يسامح وهي أن تنتهك محارم الله تعالى! فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله. وما نِيل منه شيء قطُّ، فينتقم مِن صاحبه، إلا أن يُنْتَهك شيء مِن محارم الله، فينتقم لله عزَّ وجلَّ) رواه مسلم.

-ولمزيد من التفاصيل انظر (هنا)